تنتشر في محافظة الأحساء العديد من الأسواق الشعبية في مختلف قراها، وهي أسواق قديمة ضاربة في أعماق التاريخ، ولها طابعها ونكهتها ومذاقها المميز. ومن بين هذه الأسواق الشعبية الشهيرة سوق قرية الطرف، والمعروف بسوق الجمعة، ويقع في مدخل قرية الطرف من الجهة الشمالية الشرقية، ويبعد عن مدينة الهفوف قرابة 16كم. والمعروف عن هذه القرية أنها تقع في جنوبالأحساء وهي أقرب قرية إلى الطريق الدولي الذي يربط المملكة بدولة قطر. ارتبط اسم سوق الطرف بيوم الجمعة كونه يوم إجازة رسمية، فيأتي الجميع إليه من كل حدب وصوب ومن مختلف المدن والقرى المحيطة بالقرية يتقضون ويتبضعون فيه كونه يحوي كل مستلزمات العائلة والبيت، فتجد سوق الخضار وسوق اللحوم والأسماك والملابس والطيور والحلويات والحيوانات والزواحف والأشجار الزراعية وغيرها، فهو سوق متعدد الأغراض بكل ما تعنيه الكلمة. أقدمية وشهرة ولهذا السوق أقدميته وشهرته وسمعته ومكانته عند الأحسائيين، فهم ينتظرون قدوم يوم الجمعة بشغف من أجل الذهاب إليه والتسوق فيه، نظرا لإحتوائه على كل الإحتياجات وبأسعار مقبولة، وكذلك بساطته وإلتقاء معظم أهل القرى في هذا السوق. يقول المواطن أحمد الضاحي: أنا من مرتادي سوق الجمعة بالطرف في كل أسبوع منذ سنوات، وأحرص على التواجد فيه والإستمتاع بما أراه وأشاهده من البضائع والمنتجات المعروضة، وأقوم بقضاء ومتطلبات المنزل كونه السوق الأكبر والأكثر حضورا من قبل المتبضعين خاصة في الفترة الصباحية، بالإضافة إلى إحتوائه على كل الأغراض. وعن ملاحظاته عن السوق يقول: أنه يحتاج إلى مساحة أكبر لأنه في زيادة وإتساع بالإضافة إلى وقوعه بجانب المنازل، وهذا قد يسبب بعض الإزعاج لهم والمضايقات كون البائعين يأتون من الفجر ويبسطون ولا يقومون إلا بعد صلاة الظهر، كما طالب الضاحي بوضع لافتات توضيحية بحيث يكون سوق الملابس في مكان وإتجاه معين وسوق الأغنام في مكان معين ومحدد من خلال اللافتات وهكذا. متابعة وتنظيم في حين يقول البائع حمزة حسين عبدالله أنه من العاملين في هذا السوق منذ سنوات طويلة في مجال بيع الملابس، وأن هذ السوق من الأسواق الشعبية القديمة والمعروفة على مستوى الخليج فتأتي إليه زوار من قطر والبحرين يتسوقون فيه ويقومون بشراء كل احتياجاتهم، ويزيد إنتعاش هذا السوق في أيام المناسبات خاصة في الزواج والأعياد حيث يكون هناك رواجا في الشراء. وعن ملاحظاته على السوق قال حمزة: نتمنى من البلدية تكثيف جهودها في ملاحقة ومتابعة العمالة الأجنبية التي تأتي إلى هذه الأسواق بالإضافة إلى القيام بعملية تنظيم وترتيب السوق بشكل أفضل مما هو عليه الآن. ويقول المواطن يوسف بن محمد بن خلف، وهو من باعة الفاكهة القدامى بالسوق: نتمنى أن توضع مظلات كبيرة للباعة لكي تقيهم وتحمي البضاعة من الشمس والأمطار وغير ذلك، بالإضافة إلى متابعة العمالة الأجنبية التي كثيرا ما تضايق العملاء والمتسوقين. خدمات مفقودة ويرى حسين بن علي السويلم وهو أحد باعة الطيور: أن سوق الطرف من الأسواق التي تحظى بشعبية كبيرة والكل يحرص على التسوق فيه. وهناك إقبال جيد من المشترين خاصة من أهل القرى كونهم يحرصون على إقتناء الطيور والدجاج الحساوي. وتمنى السويلم إيجاد مساحة أكبر للسوق من الموجودة حاليا، لأنه في توسع وإزدياد مع مرور الأيام، كما تمنى وضع مظلات واستراحات من أجل حماية البضائع والمعروضات، وكذلك إستراحة لكبار السن الذين يأخذهم التعب والإجهاد كون السوق كبير. ويؤكد المواطن محمد بن حبيب بن حسين أنه يحرص على التواجد في السوق يوم الجمعة من أجل أخذ احتياجات المنزل وأغراضه، لأن كل شيئ فيه، وهو ما حبب الكثيرين في الحضور إليه والتسوق فيه.