أصبحت المراكز والمؤسسات العلمية المعنية بمفهوم التعليم بالترفيه، والمتخصصة في تبسيط العلوم وتثقيف النشء بأحدث التقنيات الحديثة، تلعب دورا هاما ليس في خدمة المجتمع من خلال العناية بأبنائه فقط، وإنما باتت تلعب دورا حيويا في تنميته وتوعيته وتثقيفه أيضا. وتتميز تلك المراكز العلمية باعتمادها لأحدث تقنيات العصر، واتباعها للأساليب التربوية والتعليمية المستحدثة والتي أثبتت جدارة ونتاجا واضحا في الكثير من دول العالم المتحضر. ونظرا لما أصبحت عليه تلك المراكز من مكانة تعليمية تتكامل بصورة واضحة مع ما تقدمه المؤسسات التعليمية الرسمية، ورغم افتقادها إلى الدعم المجتمعي الكافي لتعزيز تلك المكانة بما يخدم الأجيال، ويعود بالنفع على مخرجات العملية التعليمية ككل، فقد حرصنا من خلال صفحة «علوم وتكنولوجيا» أن نناقش روى المسؤولين فيها حول ما تقوم به من دور فعال في مجالات خدمة المجتمع وتنميته، وما تقدمه من خطوات إيجابية على طريق إعداد الأجيال القادمة من الموهوبين والمبدعين. تثقيف المجتمعات يقول عبداللطيف صابر مدير عام واحة جدة للعلوم: إنه معلوم للجميع أثر العلوم في تقدم وتثقيف المجتمعات بكافة فئاتها. من هنا جاءت فكرة واحة جدة للعلوم كامتداد للفكرة العلمية لمركز جدة للعلوم، والتي نسعى من خلالها إلى لعب دور تعليمي متميز إلى جانب المؤسسات التعليمية الرسمية المعروفة. ولذلك شرفنا في حفل افتتاح الواحة صاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد محافظ جدة في الأول من شهر يوليو من العام الماضي، وهو ما كان له أكبر الأثر في دعم مثل تلك المراكز العلمية المهتمة بتبسيط العلوم لجميع فئات المجتمع. حيث تضم الواحة أكثر من أربعين معروضة علمية موزعة على ست صالات في مختلف العلوم في واحة جدة للعلوم التي تقدر مساحتها بأربعة آلاف متر مربع وتستقبل الطلاب والطالبات في الفترة الصباحية على مدار العام الدراسي وفقا جدول معد لاستقبال أبنائنا الطلاب أيام السبت والاثنين والأربعاء والخميس، وبناتنا يومي الأحد والثلاثاء ضمن فريق من المشرفين العلميين لشرح المعروضات العلمية للواحة والمبدأ العلمي لكل معروضة بحيث يكون ذلك بمثابة تطبيق عملي للمنهج الدراسي الذي يدرسه الطالب أو الطالبة وكذلك خصصت الواحة الفترة المسائية لزيارات العائلات حيث تجد العائلة عند زيارتها للواحة المتعة والفائدة لكافة أفرادها، وهو ما بنيت عليه فكرتها ووضع شعارها وهدفها، وهو متعة التعلم. معارض جاذبة ويضيف صابر قائلا: إن مراكز العلوم أصبحت أحد الروافد الهامة في تثقيف الشعوب، ويظهر ذلك جلياً من خلال أعداد الزوار للمعارض العلمية الزائرة التي تستضيفها الواحة بهدف إلقاء الجانب العلمي علي هذا المعرض حيث استضافت واحة العلوم معرضين علميين عن عالم الديناصورات، أحدهما آكلات الأعشاب والآخر آكلات اللحوم ووجدنا مدى حرص الزوار على التعرف على هذه الحيوانات التي لم نعاصر فترة ظهورها وعظمة الخالق في الصنع. خدمة المجتمع وحول ما تقوم به واحة الأمير سلمان للعلوم في مجال خدمة المجتمع إلى جوار المؤسسات التعليمية، يقول مديرها التنفيذي الدكتور خالد بن عبدالقادر طاهر إن واحة الأمير سلمان للعلوم مشروع غير ربحي مستقل مادياً وإدارياً ترعاه وتشرف عليه مؤسسة الرياض الخيرية للعلوم، والتي يرأسها صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، وتشاركها في ذلك مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية. هذا وقد شكل للواحة مجلس تنفيذي يرأسه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز الأمين العام للهيئة العليا للسياحة. وتهدف الواحة لأن تكون مؤسسة وطنية فاعلة ومثالاً يحتذى في مجال دعم النشاط التعليمي العام ونشر الثقافة العلمية في المجتمع بما يتماشى مع الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية بعيدة المدى في المملكة العربية السعودية 1420 / 1421 ه. وهي في هذا الشأن، تبني شراكات فاعلة مع مؤسسات القطاع الحكومي والخاص، تقدم من خلالها برامج وفعاليات على مدار العام مصاغة بشكل تفاعلي ومبنية على مبدأ التعليم بالترويح. ويضيف طاهر: وبناء على ذلك فأن خدمة المجتمع والتوعية العلمية تعتبر الركيزة الأساسية للبرامج التي تنفذها الواحة، كما أنه ومن واقع طبيعة العمل، يعتبر جميع مسؤولي الواحة، من مرشدين علميين، ومديري مشاريع، وغيرهم مختصين بشؤون خدمة المجتمع، حيث إن الهدف الأساسي للجميع هو صياغة وتقديم برامج تخدم المجتمع وتحقق الفائدة العلمية لجميع شرائحه. مواكبة المستجدات وحول نفس الموضوع يوضح وليد بن فهد الرشيد مدير العلاقات العامة والتسويق بمركز الأمير سلطان للعلوم (سايتك) أن دورها منطلق من رسالة هذا المركز في خدمة وتوعية المجتمع بمختلف مناشط الحياة وكذلك نشر مبادئ العلوم وإبداعات التقنية عن طريق عرضها بأساليب حديثة وشيقة لأفراد المجتمع، وخاصة الناشئة من أجل توسيع آفاقهم العلمية وتشجيعهم على الاهتمام بمجالات العلوم والتقنية، ليصبحوا قادرين على مواكبة المستجدات العلمية ومؤهلين للرقي بأنفسهم و وطنهم إلى مستويات متميزة. أنشطة متعددة ويؤكد وليد الرشيد وجود هذا التفاعل وأهميته، موضحا ذلك من خلال تجربة (سايتك)، ويقول: إن هذا التفاعل المجتمعي الكبير تم من خلاله تدشين أنشطة متعددة للمركز، منها المركز الثقافي للطفل والذي يعد الأول من نوعه في المنطقة الشرقية، والذي تم افتتاحه في العشرين من ربيع الأول لعام 1428ه وبرغم المدة الزمنية القصيرة منذ افتتاحه إلا انه أسهم إسهاما ملحوظا في رفع مهارات الأطفال الملتحقين به وذلك من خلال تقديمه لمجموعة من البرامج الموجهة والدورات المتميزة، والتي تأتي انطلاقا من رسالة المركز التي تهدف إلى تطوير مهارات الطفل وقدراته على التحليل والنقد والمبادرة وتهيئته للسير في مراحله التعليمية وتنمية مهارات الحوار، دعم مجتمعي وحول تفاعل المجتمع وتشجيع أعضاء تلك المراكز على البحث العلمي من خلال دعم المجتمع لهم بشتى الوسائل، يرى مدير واحة الأمير سلمان للعلوم، أن الواحة تشارك من خلال قنوات التعاون المختلفة مع العديد من الشركاء من القطاع الحكومي والخاص في تصميم وتنفيذ برامج متعددة لخدمة المجتمع وتنمية الموهية.. وعلى سبيل المثال تشارك الواحة في برامج مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله للموهية والإبداع «موهبة»، ومدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية. كما تقدم الواحة خبرتها وخدماتها المختلفة لدعم المراكز العلمية الوطنية الأخرى، والتكامل معها، مثل مركز جدة للعلوم والتقنية (سابقا)، وواحة جدة للعلوم، وسايتك بالخبر، والمركز العلمي بالقصيم. هذا بالإضافة إلى البرامج المشتركة مع مراكز علمية عالمية مثل المتحف العلمي البريطاني. فيما يشير عبداللطيف صابر مدير واحة جدة للعلوم قائلا: من المؤكد أن مراكز العلوم المنتشرة حول العالم تلقى الدعم من قبل المجتمع في الخارج من خلال تخصيص جزء من دخل هذه الشركات لدعم مراكز العلوم إيماناً منها بالمسؤولية الاجتماعية، ونحن في واحة جدة للعلوم على استعداد للعمل مع القطاع الخاص في تقديم كل ما هو مفيد للمجتمع من منطلق مسؤوليتهم الاجتماعية من دعمهم لبرامج الواحة من أجل الاستمرار في تقديم كل ما هو جديد، وبناء جسر من التعاون البناء لكلا الطرفين بما يحقق الأهداف المشتركة.