ما نشرته الصحف على لسان مدير مرور المدينةالمنورة من أن إدارة المرور تسجل يومياً ما بين 1800-2000 مخالفة مرورية يوميا، يدخل في باب صدق أو لا تصدق، ولكن الواقع يصدق، فما رأيت مدينة من مدن المملكة تشهد مخالفات مرورية أكثر من المدينة. وهذه ليست كل المخالفات بل ما سجل لدى المرور ومالم يسجل قد يبلغ الضعف أو يزيد، ومن يقد سيارته في المدينة سيرى ذلك رأي العين وبخاصة وسط الأحياء الجديدة ذات الشوارع الفسيحة، ويتساوى في ذلك صغار السن وكباره. وعكس السير وسط الأحياء يكاد يكون عادة مألوفة بل إذا وقفت عن عاكس سير لتترك له المرور ينظر إليك شزرا لأن هذا يعني انتقادك له، وقيادة الصغار من أخطر المخاطر لاسيما إذا كان معه زملاؤه وكثير من المخالفات يرتكبها صغار السن، ولكن الكبار يفعلونها كذلك، ومن المعتاد أن يعكس سائق السير ليدرك الصلاة في المسجد ثم يوقف السيارة إيقافا غير مناسب، أما في يوم الجمعة فيقف متأخرو المصلين في وسط الشارع بحيث لا يتركون اي مسار للمرور وعسى الله ان يحمي من الطوارئ وإلا لما وجد الإطفاء والاسعاف طريقا للمرور، ومن الغريب أن المصلين ينتظرون خروج هذا المتأخر ليفتح لهم الطريق، ولكنه يأتي بكل ما بعد الصلاة من سنن وتسبيح وتهليل دون نظر أن تأخره في الخروج ألحق الضرر بالناس. والسرعة وقطع الإشارة من أكثر المخالفات مع ما فيهما من مخاطر، ويضاف إليهما أن كثيراً ممن يسير في الطريق السريع لا يستخدم الإشارة الضوئية للدخول أو الخروج من الطريق، وعلى من خلفه أن يخمن، والحال كذلك لمن يدخل من طريق فرعي فهو لا يقف بل يدخل مباشرة على الطريق ومثله من يقف امام المحلات التجارية وقوفا غير نظامي وبعضهم يقف في الطريق وعلى الآخرين أن ينتظروه حتى يشتري ما يريد من محلات التموين. لا تستغرب إذا أضاءت الإشارة أن ينعطف الواقف في أقصى اليسار من أمام السيارات دون إعطاء إشارة، ولا تستغرب أن يسير أمامك موكب عريس فيه عدد من السيارات وبسرعة بطيئة دون اكتراث بالآخرين، ولا تستغرب أن ترى أباً قد وضع طفلا بينه وبين عجلة القيادة (ومن الحب ما قتل) وإياك أن تقود سيارتك في الأحياء بعد صلاة الفجر لأنك ستواجه بالصغار يتسابقون بالسيارات بسرعة متهورة. في المدينةالمنورة حددت السرعة القصوى في الدائري الثاني بمائة كم، وهو مخالف لما هو معهود في مدن المملكة الأخرى من أن السرعة القصوى 120كم، وهو قد يفاجأ بذلك المار بالمدينة وتسجل عليه مخالفة، وبعض الطرق حددت عليها سرعات لا يلتزم بها (مثلا السرعة في مدخل المدينة من آبار علي 80كم ولكن لا يلتزم بها السائقون والأولى أن تكون في حدود المئة وإذا أردت أن تطاع فاطلب المستطاع). المرور في المدينة بحاجة إلى حملة تأهيل للسائقين، قد تكون توعية في مرحلة وحزماً بعدها فمن لا يستخدم إشارة الانعطاف أو حزام الأمان أو يعطي سيارة لصغير أو يعكس السير أو لا يسلك المسار المناسب، كل أولئك بحاجة إلى تأهيل ثم حزم، حفظ الله الجميع من شرور وغرور المتهورين من الصغار والكبار .