تحول مجرى السيل الشمالي في محافظة جدة والذي خصص لتفريغ مياه السيول المتجمعة خلف السد الاحترازي شرق طريق الحرمين بعد نقلها إلى سد السامر، تحول إلى مزار كبير للأسر خاصة النساء والأطفال الذين ينتشرون على امتداده بطول 11 كيلو مترا ، بدءا من القناة الشمالية في وادي العسلاء بحي السامر وصولا إلى البحر. واتخذ عدد من الأسر من منطقة المجرى، مضمارا لممارسة رياضة المشي مع الاستمتاع بمشهد ضخ المياه عبر المجرى في طريقها إلى البحر. وبالمقابل طالب عدد من المواطنين بضرورة القيام بالرش اليومي في الاماكن السكنية القريبة من مجرى السيل حتى لا يتسبب في توالد البعوض الناقل لحمى الضنك. وكانت عملية الضخ تتم بشكل تدريجي وسلس منذ اليوم الأول (الثلاثاء الماضي) وحتى يوم أمس كنوع من التدابير الاحترازية للتعامل مع أي حالة طارئة أثناء تفريغ المياه المتجمعة. وقال عدد من المواطنين إن الدافع الأول لتواجدهم كان بسبب الفضول لمعرفة كيفية تفريغ المياه عبر المجرى بعد أن ظل سنوات بدون مياه، وهو مشهد لم يألفه السكان المجاورون ، إضافة إلى إزالة الخوف من نفوسنا من المخاطر التي قد تحدث أثناء فتح عبارات التصريف المياه وانحرافها إلى الأحياء المجاورة. رياضة المشي علي سعيد الغامدي أحد سكان حي الربيع قال انه حرص وزوجته على الحضور لمشاهدة تصريف مياه السيول ووصولها إلى البحر بعد أن كتب عنها عبر وسائل الإعلام، مؤكدا انه سيقوم صباح اليوم الجمعة بممارسة رياضة المشي ورصد حركة مياه السيول عبر القناة. مطالبات بتكثيف الرش واوضح سالم العمودي أن عملية الضخ كانت هادئة، وهذا يؤكد حرص القائمين من الجهات الحكومية على سلامة المواطنين والمقيمين، إضافة الى تواجد فرق الدفاع المدني على طول المجرى تحسبا لحدوث حالات غرق لا سمح الله، مطالبا بضرورة تكثيف عملية الرش للقضاء على الضنك. وكانت امانة جدة قد عممت على وسائل الاعلام بأن كمية المياه المتجمعة خلف السد الاحترازي مكونة ما يشبه البحيرة ، بلغت حوالى عشرين مليون متر مكعب بارتفاع نحو 15 مترا، فيما تقدر الكمية المتبقية حاليا بحوالى 11 مليون متر مكعب بعد ان تم تفريغ عدة ملايين من الامتار المكعبة بوسائل عديدة اخرى، وسيتواصل تفريغ اكثر من مليون متر مكعب أسبوعيا ومن المتوقع الانتهاء من كامل المياه المحتجزة خلف السد الاحترازي خلال 60 يوما ليكون جاهزا لحجز أي مياه سيول محتمل قدومها في أي وقت، مما يجنب حي السامر والاحياء الاخرى أية اضرار فيما لو بقي على حاله دون تفريغه من مياه السيل السابق.