دخلت العلاقة بين مصر وحركة حماس مرحلة أكثر دفئا من ذي قبل، مع خروج معلومات ومؤشرات قوية بقرب توقيع اتفاق المصالحة، على عكس ما ساد الفترة الماضية من أجواء توتر فى العلاقات بين الجانبين. وقال مصدر مصري رفيع المستوى ل "المدينة" إن الاتصالات عادت من جديد مع حركة حماس بعد أن انقطعت لفترة ليست قليلة بسبب تعنت الحركة فى التوقيع على الورقة المصرية، وقال المصدر إن هناك اتجاها لدعوة وفد قيادي كبير من حركة حماس لزيارة القاهرة لترتيب توقيع اتفاق المصالحة ، بعد أن يتم الاتفاق على المسائل والنقاط التى تريد حماس إدخالها على الورقة المصرية. وردا على سؤال حول هل استجاب الجانب المصري لتحفظات حماس بشأن تعديل الورقة .. قال المصدر "الورقة لن تعدل قبل التوقيع .. ما تم الاتفاق عليه مبدئيا هو أن توقع حماس على الورقة المصرية ، ثم نقوم بعدها بمناقشة النقاط التى تريد حماس تعديلها" ، مشددا على أنه لا تعديل على الورقة قبل توقيعها. وأكد المصدر أيضا أن هناك حرصا مصريا فلسطينيا على توقيع اتفاق المصالحة قبل عقد القمة العربية المقبلة فى ليبيا أواخر مارس القادم ، مشيرا فى هذا الصدد إلى اتصالات يومية تتم مع مختلف قيادات حماس للإسراع بالتوقيع. من جهته .. قال طاهر النونو المتحدث باسم حركة حماس ل "المدينة" عبر الهاتف إن تفهم مصر أخيرا لملاحظات حماس حول الورقة قد لقى ترحيبا كبيرا من حكومة حماس “لأننا فى النهاية لا نريد إلا الوحدة الوطنية وأن يعود الشمل الفلسطيني ملتئما من جديد”. وأضاف النونو أن تصريحات السيد السفير حسام زكى المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية ، والتى أشار فيها إلى أن مصر ستأخذ بعين الاعتبار ملاحظات جميع الفصائل عند التنفيذ ، وذلك بعد التوقيع على الورقة ، تعد إشارات إيجابية وهى مقدمة لخطوة يمكن أن تأخذها حركة حماس لقطع الطريق أمام من يحاولون خلق قطيعة. وأضاف أن حركة حماس حريصة كل الحرص على سرعة تهيئة الأجواء للتوقيع على الورقة المصرية لإنهاء الانقسام ، مؤكدا استعداد حماس لمسح رواسب الماضي بكل ما حصل فيه من تجاوزات. من جهة أخرى أعلن مصدر طبي فلسطيني أمس مقتل ناشط في كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس التي تسيطر على قطاع غزة، في انفجار اثناء التدريب، وقال المصدر ان "اسامة عبدالرحمن قتل صباح أمس في انفجار اثناء التدريب في حي الشيخ رضوان بغزة"، وبدورها اعلنت كتائب القسام في بيان "استشهد المجاهد ابو دجانة عبدالرحمن اثناء تأديته مهمة جهادية". كما أعلن مصدر طبي الاربعاء مقتل فسطيني واصابة خمسة آخرين في انفجار اسطوانة غاز في مبنى سكني في وسط غزة، وقال الطبيب معاوية حسنين مدير عام الاسعاف والطوارئ "ان جثة احد المواطنين وصلت متفحمة الى مستشفى الشفاء بغزة، اضافة الى خمس اصابات بينها سيدة حالتها خطيرة، وجميعهم من سكان البناية التي تعرضت للانفجار الناتج عن انفجار اسطوانة غاز". كما قتل فلسطيني صباح أمس في انهيار نفق على الحدود بين قطاع غزة ومصر في رفح جنوب قطاع غزة، كما افاد مصدر طبي وشهود عيان، واكد المصدر الطبي ان "محروس الندر (21 عاما) وهو من بلدة بيت لاهيا (شمال قطاع غزة) وصل الى مستشفى ابو يوسف النجار جثة هامدة اثر انهيار داخل نفق في المنطقة الحدودية برفح". وكان ثلاثة فلسطينيين اصيبوا بجروح وفقد عدد آخر اثر غارات شنتها المقاتلات الاسرائيلية ليل الثلاثاء الاربعاء على عدد من الانفاق المنتشرة على الحدود الفلسطينية-المصرية وعلى منطقة مطار غزة الدولي في جنوب قطاع غزة، وفقا لمصادر طبية وشهود عيان، وقالت هذه المصادر ان الطائرات الاسرائيلية اغارت على ستة اهداف على الاقل قرب مدينة رفح جنوب قطاع غزة ما ادى الى اصابة ثلاثة اشخاص بجروح ويخشى ان يكون آخرون طمروا في الانفاق التي اصيبت في الغارات، بحسب المصادر ذاتها. وأكد الجيش الاسرائيلي في بيان الاربعاء مهاجمة هدفين اثنين هما "نفق مخصص لتسلل ارهابيين الى اسرائيل ونفق لتهريب الاسلحة"، واضاف ان هذه الغارات تأتي "ردا على محاولة جرت مؤخرا لمهاجمة اسرائيل من البحر وعمليات اطلاق صواريخ". وكان الجيش والشرطة الاسرائيليان اعلنا انه تم العثور على الشاطئ الاسرائيلي على برميلين في كل منهما عشرون كلغ من المتفجرات وقد زودا بعوامة ويمكن تفجيرهما بهاتف جوال مصدرهما قطاع غزة، واضافت المصادر ذاتها ان البرميلين اللذين دفعهما التيار البحري كانا جهزا لينفجرا قرب سفن حربية اسرائيلية تقوم بأعمال الدورية قبالة قطاع غزة. واثر ذلك حظرت السلطات الاسرائيلة شواطئ ساحلها الجنوبي على المتوسط حتى اشعار آخر وذلك خشية وصول شحنات متفجرات اخرى.