طالب عدد من طلاب وطالبات كلية الطب وأطباء الامتياز في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بتحسين أوضاعهم ومساواتهم بزملائهم في الجامعات الأخرى، وشكوا من ضعف المكافأة التي خفّضت من عشرة إلى ستة آلاف ريال، رغم ارتفاع تكاليف المعيشة، مشيرين إلى أنهم يسمعون عن صرف بدل غلاء معيشة لزملائهم في جامعات أخرى فيما يمتنع المسؤولون في الجامعة عن مجرد الإجابة عن تساؤلاتهم حول هذا البدل!!. وتحدث عدد من المتضررين ل(المدينة) عن معاناتهم المستمرة مع الجامعة ومطالبها المتعددة من تلبيسات وتراكيب الأسنان، وبعض الأجهزة والكتب والملازم التي يقومون بشرائها، فضلاً عن تعطل بعض الأجهزة وعدم وجود أماكن مهيأة للاستراحة، وكذلك الحال بالنسبة لمواقف السيارات. المكافأة وبدل الغلاء بداية يقول طبيب الامتياز م. الحربي (طب بشري): إنه دخل كلية الطب عن رغبة وحب لهذه الدراسة لكنه فوجئ بالوضع الراهن في الكلية، ومن ذلك أن مكافآت طب الامتياز كانت فوق10 آلاف ريال يأخذها الطالب إلى أن يتخرج، ولكن الوضع تغير الآن فبدلاً من زيادتها في ظل الغلاء المعيشي الحالي، اخفضت إلى 6 آلاف ريال، والمفترض أن هناك بدل غلاء لم يصرف لنا إلى الآن. ويوافقه الرأي الطالب (ح. ت) قائلاً: سمعنا أن بدل الغلاء سيضاف للمكافأة، وفي كل مرة نذهب إلى المسؤولين دون أن نجد لديهم جوابًا ويتم تصريفنا من شخص إلى آخر وكأننا نتسوّل منهم!!. وتقول طبيبة الامتياز في طب الأسنان (و. ل): ماذا نفعل بمكافأة ال 6 آلاف ريال في ظل غلاء المعيشة المستمر، فهذه المكافأة لا يبقى منها شيء أمام الالتزامات العديدة لكل منا، والجامعة لا ترحمنا بكثرة الطلبات من كتب وغيرها. أين ميزانية الجامعة؟ ويقول أحد أطباء الامتياز تخصص أسنان: أنا كشاب عليّ أن أوفر من مكافأتي كي أستطيع شراء سيارة جديدة، وأجهز نفسي للزواج بعد التخرج، هذا هو المفترض لكن الواقع إنني أستلم الستة آلاف، ولا أستطع أن ادّخر شيئًا منها، لعدم توفّر أجهزة ومعامل لدى الجامعة، إضافة إلى أنه يطلب منا عمل تلبيسات، وتراكيب الأسنان، وكذلك بعض الأجهزة والكتب التي نقوم بشرائها، والملازم بعد كل فترة لنجد أنفسنا في كثير من الأحيان مدينين لأُسرنا، هذا عدا الدوام الطويل من 8 صباحًا إلى 7 مساءً، وأحيانًا نضطر للبقاء حتى العاشرة، وعندما نطالب بحقوقنا يعتبروننا مخالفين للتعليمات، وأننا ارتكبنا خطأ لا يغتفر. ويضيف سمعنا أن هناك جامعات داخل المملكة كجامعة الملك سعود تصرف للطالب بعض الأجهزة الأساسية كالسماعة وجهاز الضغط، كما توفر له المعامل وتلابيس الأسنان التي ترهقنا، فنحن نقوم بتصنيعها في بعض المعامل الخارجية لعدم توفر ذلك في مستشفى الجامعة، ونتساءل أنا وغيري دائمًا: أين تذهب ميزانية الجامعة؟ إضافة إلى ما يؤخذ من الطلاب من مخالفات العشرة ريال، فكل ذلك يشكل دخلاً للجامعة دون أن نرى تحسنًا في وضع المباني والأجهزة، فالمباني قديمة ولا توجد أماكن مهيأة للاستراحة فنحن لا نريد سوى أن تصرف مكافآتنا كاملة، وأن نعطى بدل عدوى، وأن يحسنوا تعاملهم معنا، فنحن أطباء امتياز، ولسنا طلبة صغارًا. مواقف السيارات ويشكو طبيب الامتياز (ت.ح) تخصص طب بشري: “نحن هنا لا نجد مواقف كافية لسياراتنا، فنضطر إلى إيقافها بعيدًا رغم أن هناك مواقف خالية، وعندما نقف بها يقولون هذه للأطباء فنجد أن كل طبيب له موقفان، وكثيرًا ما تكون هذه المواقف خالية لعدم حضور الطبيب، فنضطر إلى الوقوف في مواقف المرضى، أو مواقف قريبة لنفاجأ بسحب السيارة. تخوّف من الأمراض المعدية وتقول (م.ح) وزميلتها (ح.ن) بالسنة الرابعة طب بشري: مكافآتنا بسيطة، ولكنها ليست مشكلتنا وحدنا، فهي مشكلة الجميع، ولا أحد يعيرنا اهتمامًا، لكن المشكلة تكمن في أنني وعدد من زميلاتي نتفاجأ في كثير من الأحيان عند دخولنا على بعض المرضى أنهم مصابون بأمراض معدية كأنفلونزا الخنازير، أو مرض السل دون أن توضع ورقة أو أي معلومة تشير إلى نوعية المرض، ونفاجأ عند سؤالنا له بأنه مصاب بمرضٍ مُعدٍ ممّا يصيبنا بهاجس إمكانية انتقال العدوى لنا من المرضى، طالما أن المستشفى يرفض وضع إشارة أو حتّى يخبرنا بوجود مريض يحمل أحد الأمراض المعدية. تعطل أجهزة الضغط وتذكر (م.ح) أنها فوجئت في أحد الاختبارات بأن جهاز الضغط والمفترض أن تقيس به للمريض معطّل ولا يعمل!! وعندما طلبت من الطبيب استبداله رفض ووصفها بأنها لا تفقه شيئًا في قياس الضغط، وتضيف: اضطرت مجموعة من الطالبات أمام تعطّل الأجهزة لوضع أي أرقام!!