* بداية .. كيف تنظرون الى الدعم الاخير من المقام السامي للهيئة ومامدى انعكاساته على الاداء ؟ ** هذا العرض يعتبر تقديراً من المقام السامي للجهود التي تبذلها الهيئة في عملية ضبط الممارسة المهنية في المجال الصحي وما قدمته الهيئة أيضاً من جهود في مجال التدريب وخصوصاً في شهادة الاختصاص السعودية التي باتت تشكل رقماً صعباً في الشهادات العليا في المجال الصحي على المستوى الإقليمي والدولي ، وحقيقة فهذا الدعم السخي من حكومتنا الرشيدة قد جاء في وقته فعلاً إذا ما علمنا أن الهيئة السعودية للتخصصات الصحية لايوجد لها ميزانية معتمدة من الميزانية العامة للدولة وما تقوم به الهيئة من أعمال على كافة الصعد وكذلك التوسع في افتتاح فروع في جميع مناطق المملكة يتطلب ذلك نفقات ضخمة لاسيما وان إيرادات الهيئة من الرسوم لم تعد تفي بالغرض لتزايد النفقات كما ذكرت. * هل ستستمرون في طلب الدعم ام ان لدى الهيئة خطة للاكتفاء الذاتي بالنسبة لمواردها المالية ؟ ** كما ذكرت لك آنفاً فالهيئة أصبح لديها توسع كبير ومهام جسام تتطلب نفقات عالية وبالتالي لم تعد مواردها المالية تفي بالغرض ، ولذلك فنحن لانزال نطمع في تواصل الدعم السخي من حكومتنا الرشيدة لتستمر الهيئة في عطائها أكثر وتستمر في التوسع لتحقق أهدافها التي أنشئت من أجلها بكل فعالية . * يصنفكم البعض على انكم “جباة للاموال” فيما يصنفكم البعض انكم “صمام امان” ضد الاخطاء الطبية ماهي وجهة نظركم حيال التصنيفين؟ ** نسمع المقولتين ولكنها لاتشغلنا سواءً من يذم أو يمدح .. الهيئة السعودية للتخصصات الصحية هي هيئة حكومية انشئت بأمر سامٍ كريم لتحقق جملة من الأهداف التي تضمن ضبط عملية الممارسة المهنية بشكل آمن ، وكذلك لتقوم بدورها في عملية التدريب الصحي سواءً من خلال شهادة الاختصاص السعودية او من خلال الإشراف على المعاهد الصحية ، وبالتالي فعندما أنشئت الهيئة قلت لك انها لم تمنح ميزانية من الدولة وشرع لها تحصيل الرسوم من خلال ما تقدمه من خدمات واذا ما علمنا ان هذه الرسوم تعتبر الأقل على مستوى العالم التي تحصل من جهات مماثلة وكذلك على المستوى المحلي ، كما أننا في هذه البلاد الغالية نعيش ولله الحمد في خير ورخاء وأغلب ما يقدم من خدمات للمواطنين او حتى المقيمين فهي مجانية ، وعندما تطلب رسوم يراها البعض كبيرة ومبالغ فيها وهذا غير صحيح إذ ان متوسط الرسوم السنوية للتدريب والامتحانات معاً لاتتجاوز ستة آلاف ريال بالسنة الواحدة . اما المقولة الثانية فنحن ولله الحمد في الهيئة نعمل بكل جد وإخلاص حتى نكون فعلاً صمام أمان ضد الاخطاء الطبية وضد أدعياء المجال الصحي والوقوف لهم بالمرصاد. وقف 15 الف ممارس صحي * هل لنا ان نعرف حجم من تم ابعادهم عن المهن الطبية لمختلف الاسباب منذ انطلاقة الهيئة وحتى الان ؟ ** لقد آتى دور الهيئة في ضبط عملية الممارسة المهنية ولله الحمد ثماره ، فالهيئة قامت بأدوار جمة لهذا الغرض من خلال عمليتي التسجيل والتصنيف للممارسين الصحيين وكذلك المساهمة في إصدار أخلاقيات المهن الصحية واللائحة العامة المنظمة للعمل في هذا القطاع الحيوي والهام ، فنحن ولله الحمد قد أوقفنا مايزيد عن 15201 ممارس صحي في مختلف مجالات المهن الصحية إما لتزويرهم مؤهلاتهم او من صدر بحقهم عدم تأهيل لممارسة المهنة ومن رفضت الهيئة قبول مؤهلاتهم. * تعاقدتم مع شركة عالمية لمساندتكم في عملكم .. هل انعكس ذلك ايجابا على الاداء وهل عملها يقتصر خارج المملكة فقط؟ ** لاشك ان العمل مع شركات عالمية لمساندة عمل الهيئة في الكشف عن الشهادات قد أخذ منا بعض الوقت لنتحرى ان تكون شركة عالمية موثوقة ، ولله الحمد وفقنا بشركة عالمية لديها في قاعدة البيانات أكثر من مئة وثمانين مليونا من أصحاب السوابق على مستوى العالم وهي شركة تقوم بعملها بكل احترافية ولديها أكثر من 30 مكتبا حول العالم وهي تقوم بفحص وتدقيق الشهادات مقابل مبالغ مالية تدفعها الهيئة من خلال شروط وضوابط تم الاتفاق عليها وأشير أيضاً ان هذا الأمر قد نال استحسان المقام السامي الكريم وحث عليه والاستمرار في هذا النهج لاسيما وكما تعلم ان التزوير مثله مثل أي مجال يتطور ويدخل في مجال التقنية وبالتالي لابد من الاستعانة بخبراء في هذا المجال وهذا ماحدث وقد لاحظنا مؤخراً تناقص أعداد المزورين عن المعدلات التي تعودنا عليها وربما يكون هذا نتيجة لهذه الإجراءات. * البعض يطالب بزيادة فروع الهيئة في كافة المناطق والمحافظات من اجل سرعة انجاز اعمال الممارسين الصحيين ما رأيكم في ذلك ؟ ** كما ذكرت لك الهيئة في توسع دائم ومستمر ونحرص في الهيئة على توفير الوقت والجهد على كافة الممارسين الصحيين ، ومن هنا فالتوسع في مجال الفروع قائم حيث لدى الهيئة الآن أحد عشر فرعاً جديدة منتشرة في كافة مناطق المملكة ، في كل من أبها، حائل، المدينةالمنورة، نجران، جازان، الأحساء، الدمام، جدة، مكةالمكرمة، القصيم، تبوك، والمركز الرئيسي في الرياض ويأتي حرص الهيئة لفتح هذه الفروع والمزيد منها في كل بقعة من مناطق المملكة ضمن اهتمام الهيئة بتوفير افضل الخدمات والتيسير على جميع الممارسين الصحيين. تأخر التصنيف والتسجيل المهني * لماذا تتأخر عمليات التصنيف والتسجيل المهني ؟ ** كم يكون مقدار التأخر في نظرك ولكن على أي حال مثل هذه النوعية من المعاملات لابد ان تمر بأكثر من مرحلة حتى يتم التأكد من صحة الشهادات والمؤهلات وكذلك بعض الاشتراطات الأخرى الواجب توفرها للحصول على تصريح ممارسة المهن الصحية الذي يصدر عن الهيئة ، وبالتالي يجب ان تأخذ هذه الأمور بعض الوقت الذي لايتجاوز يوما واحدا في أصعب الأحوال باستثناء من يتم الشك في شهاداته ومؤهلاته والتأخير عادة ينتج عن أحد هذه الأمور وهي عدم اكتمال الطلب ، أو الرسوب المتكرر في الامتحانات التي تقدمها الهيئة أو عدم التقدم للامتحان أو طلب تأجيله بأعذار مختلفة او يكون التأخير ناتجاًَ عن إجراءات التقييم من قبل اللجان العاملة خارج نطاق الهيئة . * الاستشاريون والأطباء السعوديين يطالبون بعدم تصنيفهم او تسجيلهم من قبل الهيئة كونهم من خريجي الجامعات السعودية .. هل تستثنون مثل هذه الفئات من ذلك؟ ** الاستشاريون والأطباء السعوديون بشكل عام محل فخر واعتزاز لنا ولكن سيقومون بممارسة العمل الصحي وبالتالي فيجب ان يسري عليهم ما يسري على غيرهم كما ان القرار الأخير الذي صدر عن المقام السامي الكريم أكد على تصنيف الجميع بدون استثناء مع العلم أن خريجي الجامعات المحلية على مستوى البكالوريوس فأعلى ، والقادمين من دول متقدمة ولديهم رخص مزاولة مهنة سارية المفعول مستثنون من الامتحانات . * لازال الكثير من الاطباء دون بطاقات تأمين ضد الاخطاء الطبية ماهو دوركم في ذلك وهل سيشمل تطبيق التأمين الممارسين الصحيين من غير الاطباء؟ ** ما يتعلق بالأطباء الذين لايحملون بطاقات التأمين ضد الأخطاء الطبية لانملك ان نلزمهم بحمل البطاقات نحن فهذه ليست مسؤولية الهيئة ، ولكن تنحصر مسؤولية الهيئة بإلزامهم بذلك عند التسجيل أو إعادة التسجيل بالهيئة ، ومن لايحمل البطاقة الآن فيجب أن يعلم ان التأمين ضد الأخطاء الطبية هو في مصلحته هو وفي مصلحة المريض وبالتالي صدر قرار إلزامية الحصول على بطاقة التأمين واصبح من ضمن الشروط التي يجب ان تتوفر في طالب الحصول على تصريح ممارسة المهنة أما غير الأطباء فنظام مزاولة المهن الصحية الصادر عام 1426ه لم يلزمهم وترك الأمر لتقدير معالي وزير الصحة ليرفع عنه متى ما رأى مناسبة ذلك لدراسته . * المعاهد الصحية الاهلية تقوم سنويا بتخريج آلاف الشباب والفتيات في تخصصات لايحتاجها سوق العمل ماذا عملتم حيال هذا الامر؟ ** يجب ان تعلم ان الهيئة عملت الكثير والكثير في هذا الجانب لتجنيب أبنائنا الطلاب من خريجي المعاهد الصحية التعرض لعدم التوظيف فنحن في الهيئة وقبل كل بداية عام دراسي نقوم بنشر اعلانات مدفوعة وبمساحات كبيرة في الصحف المحلية المختلفة ننشر فيها التخصصات المعتمدة وكذلك المعاهد المعتمدة من قبل الهيئة وننشر ايضاً التخصصات التي يحتاجها سوق العمل والتي يعزف عنها سوق العمل ، واجتمعنا اجتماعات عديدة ومتكررة بملاك المعاهد الصحية لتوضيح الأمر لهم إلا انهم دائما ما يطالبون باستمرار تلك التخصصات التي يعزف عنها سوق العمل وعندما أصدرنا قرارا بإيقاف تلك التخصصات تقدموا بشكوى لديوان المظالم كسبوا القضية للأسف ، ولكن ذلك لن يثنينا عن الاستمرار في القيام بمهامنا لمصلحة ابنائنا وعدم تعريضم كما سبق وذكرت للبطالة ، كما ان مجلس امناء الهيئة وافق على استراتيجية التعليم في المعاهد الصحية مؤخراً والتي جاء فيها تطوير وتنظيمات سيتطور من خلالها التعليم والتدريب في المعاهد الصحية وسبق ان نشرت هذه الإستراتيجية في الصحف وهي موجودة على موقع الهيئة الإلكتروني لمن اراد الرجوع اليها كما قمنا بالحد من أعداد الطلبة في التخصصات المشبعة للبنين على وجه الخصوص مثل التمريض ، والأشعة والسجلات الطبية . * هل لديكم احصائيات عن عدد خريجي المعاهد الذين لم يحصلوا على وظائف وماهي التخصصات التي فاض بها سوق العمل؟ ** حقيقة لاتوجد لدينا إحصائيات دقيقة حتى الآن عن اعداد الذين لم يحصلوا على وظائف ولكن توجد إحصائيات عن أعداد الوظائف الشاغرة والتي ملئت وهي لدى ديوان الخدمة المدينة ووزارة العمل ، اما ما يتعلق بالتخصصات التي تشبعت وفاض بها سوق العمل فهي التمريض بالنسبة للرجال ، والسجلات الطبية والصيدلة والأشعة . * هل صحيح ان مخرجات المعاهد الصحية الاهلية دون المستوى المطلوب وهل اغلقتم معاهد مخالفة؟ ** حقيقة ان مخرجات التعليم في المعاهد الصحية هي دون ما نأمله ، ولكنها ليست بالسيئة وهناك تفاوت بين الخريجين والمعاهد ولذلك جاء العمل على إستراتيجية التعليم والتدريب في المعاهد الصحية الأهلية التي سبق ان ذكرتها وتمديد الدراسة لفصل إضافي يدرس فيه اللغة الإنجليزية ، وهي بإذن الله ستحقق المراد ، اما ما يتعلق بالمعاهد فنحن من خلال الجولات المستمرة والتفتيش المتواصل من خلال لجان مختصة بالهيئة على تلك المعاهد فإننا نغلق او نجمد انشطة المعاهد المخالفة ، لضمان عمل المعاهد على الوجه المطلوب ونحن سائرون على هذا النهج ولن نفتأ نواصل الجولات والتفتيش عليها . التوظيف بالبكالوريوس * أعلنت وزارة الصحة مؤخرا ان مستوى الدخول بعد 3 سنوات لمختلف الوظائف سيكون بكالوريوس كحد ادنى ماهو دوركم تجاه المعاهد الاهلية ،وهل هناك نية لايقاف التصاريح من اجل التحول الى كليات جامعية؟ ** إعلان وزارة الصحة جاء من خلال تأكيد منظمة الصحة العالمية على ذلك ، قبل هذا الإعلان كنا نحن في الهيئة قد اجتمعنا بملاك المعاهد الصحية الأهلية ودعوناهم للتوسع في تجمع كيانات من المعاهد للتحول الى كليات لرفع مستوى التعليم والكفاءة لدى الفنيين العاملين في المجال الصحي وكان هذا مراراً وتكراراًَ وارى ان ذلك ربما اجدى نفعاً فها نحن نرى ان بعض من ملاك المعاهد الصحية قد افتتحوا كليات لدراسة الفنيين في عدد من التخصصات الصحية ونأمل ان يتواصل التوسع في ذلك وسيظل هناك طلب لبعض التخصصات على مستوى فني ، كما أن نظام التجسير للحصول على درجة البكالوريوس لخريجي المعاهد متاح بالخارج وقريباً سيكون في المملكة بإذن الله تعالى . * نعود الى موضوع اخر وهو مطالبة المؤسسة العامة للتعليم التقني بعودة المعاهد الصحية اليها كونها الجهة الرسمية للتدريب ،ماذا عن هذا الامر؟ ** هذا الأمر لايمت للحقيقة بصلة ، وإذا كانت المؤسسة ترغب في عودة المعاهد الى إشرافها فعلى الرحب والسعة وحالاً ، ولكنني أشك في ذلك . * كيف تنظرون الى سلم الرواتب الموحد الذي صدر في الاشهر الماضية ؟ ** تتحدث بالنسبة للكادر الصحي الجديد .. فهو يعتبر امتداداً لمكرمات ملك الإنسانية المستمرة والمتواصلة ، حيث بني هذا الكادر الجديد على أساس الندرة والكفاءة الى غير ذلك من الأمور الأخرى التي تعطي دافعاً وحافزاً جيداً لكل الممارسين في القطاع الصحي ليقوموا بأعمالهم وادوارهم على اكمل وجه بإذن الله فهو راعى كثيرا من الأمور الهامة ويتبين لك وللجميع انه درس جيداً ، كما اننا في الهيئة نفخر بأن إعلان هذا الكادر الجديد جاء من داخل أروقة الهيئة إبان تشريف خادم الحرمين الشريفين للهيئة بزيارته الميمونة في شهر جمادى الأولى الماضي من هذا العام كما انه شمل بدل تدريب للمدربين وازال الغبن عن المتدربين حيث تمت معاملتهم اسوة بالأطباء المقيمين وهذه الإضافات اتت بمبادرة من الهيئة . * تقومون بجهد جبار في سبيل تدريب الاطباء السعوديين في مختلف التخصصات هل هناك نية للتوسع في مختلف البرامج من اجل سد حاجة مختلف القطاعات ؟ ** نعم فالهيئة ولله الحمد ماضية في ذلك فلدينا ولله الحمد الأن مايقرب من 59 برنامجاً في شهادة الاختصاص السعودية ونسعى لزيادة هذا الرقم ولكن بطرق علمية مدروسة فالكيف يعنينا تماماً قبل الكم .