مَن يصدّق أننا نحن السعوديين الذين نصلّي صلاة الاستسقاء كل عام أكثر من مرة في معظم مدننا، أصبحنا نخاف هطول المطر أكثر من خوفنا من اندلاع الحرائق! مَن يصدّق أننا نحن السعوديين الذي لا نمتلك مصدر مياه آخر سوى الأمطار التي تتحوّل فيما بعد إلى مياه جوفية، أصبحنا نخشى المطر أكثر ممّا نخشى الغول، والعنقاء، وأبو (رجل مسلوخة)؟! مَن يصدّق أننا نحن السعوديين الذين يُباع لتر الماء لدينا بسعر أغلى من سعر لتر البنزين، نصل إلى مرحلة الخوف من المطر إلى درجة أننا أصبحنا نطلق مع رؤية أول سحابة الدعوة التي أصبحت المفضّلة لنا في مثل هذه الحالات: (اللهمّ حوالينا ولا علينا)! مَن يصدّق أننا نحن السعوديين نمتلك خطط تصريف للمياه في بعض مدننا تقوم على التخلّص من فائض مياه الأمطار بتحويل مجرى هذا الفائض إلى البحر، بدلاً من الاستفادة منه حتى آخر قطرة على غرار ما تفعله جميع دول العالم، بما فيها تلك التي تمتلك مصادر مياه ثابتة كالأنهار والبحيرات؟! مَن يصدّق أننا نحن السعوديين أصبحنا نغرق في (شبر مويه) كما يقول المثل العامي الشائع، في حين أن دولاً نستقدم منها الخدم والسائقين كإندونيسيا مثلاً تشهد تساقط معدلات خرافية من الأمطار بالقياس لنا، دون أن يحدث فيها شيء ممّا حدث عندنا؟!. مَن يصدّق أن هذه هي حالة السعوديين اليوم مع المطر؟!.