قال العلامة غالي محمد الامين الشنقيطي في كتابه “الدر الثمين في معالم دار الرسول الامين”: (أما ما ورد في فضل المدينة فهو كثير وكثير.. فهي مهاجره صلى الله عليه وسلم وفيها مضجعه، وأهلها جيرانه، والموت بها يستوجب الشفاعة، فقد روى الترمذي وابن حبان في صحيحه وابن ماجة في سننه والبيهقي مرفوعاً الى النبي صلى الله عليه وسلم: «من استطاع ان يموت بالمدينة فليمت بها فإني اشفع لمن يموت بها». ولهذا الحديث روايات مختلفة، ويكفي فضلها حب النبي صلى الله عليه وسلم لها ودعاؤه ربه ان يحببها اليه كما ورد في الصحيحين: “اللهم حبب الينا المدينة كحبنا مكة او اشد”). أ.ه. وأقول: ويوم الثلاثاء الماضي الحادي عشر من شهر صفر لعامنا هذا اعتمد سمو امير منطقة المدينةالمنورة اطلاق مشروع “تعظيم بلد الرسول صلى الله عليه وسلم”. وفي هذا عمل جليل خالد يضاف الى مناقب هذا الامير المبارك ولن يكون آخرها بإذن الله. إن المكانة السامية للمدينة المنورة في قلوب المسلمين تفرض على امرائها جماً عظيماً من التكاليف، لابد معها من امانة ودين متين وكفاءة علمية وعملية وشجاعة في القرار، وهذه السجايا ظاهرة جداً وبحمد الله في قرارات سمو امير المدينة وآخرها سعيه المبارك لأن يكون المسجد النبوي مفتوحاً اليوم والليلة للعاكف والباد حتى توج هذا بالموافقة السامية من لدن خادم الحرمين الشريفين ايده الله. وينبغي ان يُعلم ان التعظيم المراد هنا في هذا المشروع المبارك والعمل الجليل هو التعظيم الشرعي القائم على ما جاء في الوحيين وفق فهم وفقه سلف الامة الصالح. فهذه المدينة المباركة كما ان الموت فيها مدعاة لنيل شفاعة اكرم الرسل، فإن الإحداث والابتداع فيها مدعاة لرفض وردّ العمل. وقد كان صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن ماجد امير منطقة المدينةالمنورة وهو يشرفني بتكليفي مشرفاً على هذا المشروع الجليل يحثني على توخي السنة والقيام بهذا العمل الجليل المبارك حق قيام وفق هدى القرآن وسنة سيد الانام. فليس المقصود من هذا المشروع تعظيم حجر أو جبل أو مدر بل أن يعرف الجميع كيف تكون السكنى في بلد صفوة البشر صلى الله عليه وسلم. فالمدينة بلد السنة، وأهلها أولى الناس بها. وهل الدين إلا توحيد واتباع للسنة؟. وأبشر الجميع انه عما قريب سيبدأ برعاية كريمة من سمو امير المدينةالمنورة انطلاق هذا العمل الجليل المبارك عملياً، فلنكن جميعاً شركاء فيه، فهذه بلد رسولنا وحبيبنا صلى الله عليه وسلم وتعظيمها شرعياً دين وملة وقربة وأرجو الله ان يكون في هذا المشروع ما يقربنا اليه ويزيدنا زلفى لديه أنْ كنا معظمين لشعائره مدركين لفضل بلد رسوله عليه الصلاة والسلام.