أعلن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية خلال مؤتمر أفغانستان في لندن امس بحضور ممثلين ل 70 دولة عن تعهد المملكة بتقديم 150 مليون دولار على مدى ثلاث سنوات عن طريق الصندوق السعودي للتنمية ، بهدف تمويل المشاريع التنموية في أفغانستان، لتضاف إلى المائتي مليون دولار من المساعدات التي تعهدت بها حكومة المملكة في طوكيو. ودعا الى حل المشكلات فى افغانستان بالمصالحة الوطنية كما اكد على هامش المؤتمر أن المملكة لن تقوم بدور في جهود احلال السلام في أفغانستان الا اذا أحجمت طالبان عن توفير ملاذ آمن لاسامة بن لادن وقطعت علاقاتها مع شبكات المتشددين. وقال انه ما لم تتخل طالبان عن ايواء أسامة بن لادن فانه لا يعتقد أن التفاوض معها سيكون ممكنا أو سيحقق أي شيء». وأضاف :»ان هناك شرطين للسعودية أولهما أن يأتي الطلب رسميا من أفغانستان وثانيهما أن على طالبان أن تؤكد نواياها في حضور المفاوضات بقطع علاقاتها بالارهابيين وأن تثبت ذلك». وجاء تصريحات سموه ردا على كلمة الرئيس الافغاني حامد كرزاي لدى افتتاحه المؤتمر مع رئيس الوزراء البريطانى جورج براون وتاكيده على أهمية الدور البناء الذي يمكن للمملكة أن تؤديه في عملية تحقيق المصالحة الافغانية.بقوله : «إننا نأمل أن يتلطف علينا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بأن يقوم بدور أساسي في توجيه ومساندة عملية المصالحة في أفغانستان وأكد سموه أن المملكة ملتزمة التزاما تاما بالحفاظ على سياسات طويلة الأمد لتقديم العون والمساعدة إلى أفغانستان سياسيا وماديا.وأوضح وزير الخارجية أن المملكة تأمل في صياغة سياسة جديدة نحو أفغانستان، لكي يتمتع شعبها قريبا بالأمن والاستقرار والازدهار. مشيرا إلى أن تلك السياسة ينبغي أن تؤكد على المصالحة الوطنية باعتبارها مطلباً مسبقا ضروريا لتحقيق الأمن والاستقرار، مما سيمكن أفغانستان من أن تتطور اقتصاديا واجتماعيا. وهذا بدوره سيؤدي إلى تهيئة ظروف مناسبة لانسحاب سريع للقوات الأجنبية ، وتحمل الشعب الأفغاني كامل المسئولية عن شؤون بلدهم. وطالب سموه المجتمعين في المؤتمر بالاتفاق على أنه لا يوجد حل عسكري للمشكلات التي تواجه أفغانستان اليوم، رغم تأكيده على لزوم تحقيق الأمن في أفغانستان والحفاظ عليه، واستمرار الحرب على الإرهاب، لكنه رأى أن هذه الأهداف لا يمكن أن تتحقق عن طريق الاعتماد على الوسائل العسكرية حصريا ، وضرورة تشديد السياسة الجديدة على المصالحة باعتبارها شرطا مسبقا لتحقيق الأمن والاستقرار لتتمكن افغانستان من التطور اقتصاديا واجتماعيا. كما رأى سموه أن ما تحتاج إليه أفغانستان هو الالتزام الجماعي بالسعي إلى حل سياسي ودعمه داخل أفغانستان نفسها، مشيرا إلى أن ذلك يتطلب وجود عملية سياسية شاملة تحقق المصالحة الوطنية والوحدة الوطنية القائمة على المشاركة السلمية والفعالة لجميع شعب أفغانستان. وهذا من شأنه أن يحقق أيضاً هدف عزل الإرهابيين عن مختلف مكونات الشعب الأفغاني الذي رأى أنه أضمن طريقة لهزيمة الإرهاب. وأعرب سموه عن تفاؤله بأن ذلك التغيير في السياسة سيحدث في المستقبل القريب. حاثا على أن ألا يُوفر أي جهد للمساعدة في تحقيق هذه الأهداف.وأكد أن المملكة تعرب عن أملها بالنجاح والتوفيق لجهود الرئيس حامد كارزاي رئيس جمهورية أفغانستان الإسلامية لترسيخ سلام وبرنامج إعادة إدماج يقوده الأفغان، حتى يتسنى للشعب أفغانستان القيام بدور إيجابي وسلمي في بناء أفغانستان المزدهرة والموحدة والخالية من الإرهاب والصراع وتعيش في سلام مع جيرانها. الرئيس الافغاني كرازى من جهته أعرب عن أمله في تشكيل مجلس وطني للسلام والمصالحة في أفغانستان وإعادة الاندماج ينتج عنه «جيرغا السلام»، وهو مجلس اعلى يجمع قادة القبائل الافغانية. كما أمل الرئيس الافغاني في الحصول على «دعم دولي» لهذه العملية وطلب من «جميع الجيران وخصوصا باكستان، دعم جهود المصالحة». من جانبه أكد براون في كلمته بالمؤتمر أن تسليم المهام الامنية من عهدة القوات الدولية الى القوات الافغانية سيبدأ اعتبارا من العام الجاري، مشددا على ضرورة زيادة حجم قوات الامن الافغانية لتصل الى نحو 300 ألف جندي مع حلول اكتوبر من العام المقبل.واعلن انه سيتم خلال مؤتمر لندن تأسيس صندوق دولى لتشجيع المعتدلين من متمردى طالبان على التخلى عن سلاحهم والانخراط فى العملية السياسية .