إذا كان مجلس وزراء الإعلام العرب في اجتماعه الأخير في القاهرة قد وجد نفسه يرفض صراحة ما أقره في اجتماعه الاستثنائي قبل عامين، ويرد على مشروع التدخل الأمريكي في اجتماع استثنائي آخر، فإن المشروعين العربي والأمريكي يتفقان حول هدف واحد مشترك وهو تنظيم البث الفضائي. يدور المشروع الأمريكي الذي تبناه مجلس النواب الأمريكي حول فرض عقوبات على مشغلي الأقمار الصناعية التي تحمل قنوات تلفزيونية فضائية تُبث من خلالها برامج تقوم بتغذية الكراهية لأمريكا(؟!)، بينما تحض وثيقة مبادئ تنظيم البث والاستقبال الفضائي الإذاعي والتلفزيوني التي أصدرها وزراء الإعلام العرب في عام 2008 على الامتناع عن التحريض على الكراهية أو التمييز، والامتناع عن بث كل شكل من أشكال التحريض على العنف والإرهاب. المشروع الأمريكي، أحرج وزراء الإعلام العرب الذين وجدوا فيه تدخلاً سافراً في شؤون الإعلام العربي. وأكد السيد عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية في كلمته أمام الاجتماع «أن مؤسسات الأقمار الصناعية العربية شأنها في ذلك شأن أي أقمار أخرى في العالم لا تتحمل مسؤولية محتوى البرامج التي تبثها أي قناة خاصة ، وأن إنفاذ التعاقدات مع القنوات يعتمد على حصول كل قناة على ترخيص بالبث من الجهات المعنية في الدول التي تصدر من أراضيها». على الرغم من ذلك نجد أن البث الفضائي العربي يواجه تحدياً متعاظماً من الداخل والخارج معاً. وإذا كان المشروع الأمريكي يستهدف قنوات مثل الأقصى التابعة لحماس، والمنار التابعة لحزب الله، والرافدين والزوراء العراقيتين، المتهمة بالتحريض على الكراهية، فإن للإعلام الرسمي العربي اهتمامات أخرى، وإن اشتركت قليلاً أو كثيراً مع المشروع الأمريكي، فإن لها أولويات أخرى يعرفها العاملون في الإعلام. ولنا عودة.