الرعاية الاجتماعية تنجح وتبدو ازهى وابهى بعيداً عن الابراج العالية بعيداً عن التمادي في الخطأ وبعيداً عن التصريحات التي لا تخدم مصلحة الوطن، ثم نحن نعرف ان وزارة الشؤون الاجتماعية لديها كثير من الملفات الساخنة ولكن يفترض على من يعمل في هذه الوزارة ان يكون جزءاً منها ويتعايش مع همومها ويدرك ان قضايا هذه الوزارة تهم كل من يملك في قلبه ذرة انسانية وشعوراً بالمسؤولية وبالامانة التي انيطت بالاعناق حتى يسعى المسؤول لحل المشكلات لا التغاضي عنها وعدم احترام كرامة الفرد بل وتوفير سبل العيش الكريم له تأهيلاً وتعليماً، دون ان ننظر الى ان النقد للاساءة. هذه مقدمة اوردها قبل ان ادخل في صلب موضوعي اليوم وهو ما حدث لنزيلات دار الفتيات بمكةالمكرمة واحداث الشغب التي حدثت بالدار والمخالفات والتجاوزات التي تعرضت لها الفتيات وسوء المعاملة، ولكن ما قاله الدكتور علي الحناكي مدير الشؤون الاجتماعية بمنطقة مكةالمكرمة ودعوته جمعية حقوق الانسان الى عدم نشر ما يجري من اشكالات داخل دور وفروع المؤسسات الاجتماعية عبر الصحافة لانها ليست ميداناً لنشر غسيل الفروع او مشاكلها (المدينة - الخميس 6 صفر 1431ه) يدعو الى الاستغراب والتعجب بل الى الذهول ويبدو ان الدكتور الحناكي لديه حساسية مفرطة من مصطلح تواصل المسؤول ومشاركته في الهموم والمسؤوليات. القضية يا دكتور اصبحت قضية رأي فغض الطرف عن السلبيات والتغاضي عن الحقائق امر مستهجن، ثم ما حدث في الدار من شغب يستوجب اعادة النظر في كثير من الانظمة الاجتماعية خاصة ان وزارة الشؤون الاجتماعية تحضن هذه الدار ضمن منظومتها، ثم دعني يا دكتور علي اذكرك بالعديد من القضايا التي لاقت التهميش مثل دار الفتيات بمكةالمكرمة، اولها التدهور والتردي الذي حصل في مركز التأهيل الشامل بجدة وعدم الاهتمام بحقوق هذه الفئات، وما حصل لايتام الشرقية، وما حصل في احد مراكز التأهيل الشامل بجدة وعدم الاهتمام بحقوق هذه الفئات، وما حصل لايتام الشرقية، وما حصل في احد مراكز التأهيل الشامل من انتهاك للحقوق عندما اقدمت مجموعة من العمالة الاسيوية على ضرب شاب يعاني من التخلف العقلي بآلة حادة لامتناعه عن الطعام، والقضية الاهم وهي الاختلاسات التي طالت احد مراكز التأهيل الشامل من اصحاب الضمائر الميتة والنفوس الشريرة التي سرقت اموال فئات تستحق ان نعطيها من دمائنا حتى تعيش بكرامة ولم يكن هناك ردة فعل تذكر. كما اذكرك يا دكتور علي بان الدنيا قامت ولم تقعد على تقرير جمعية حقوق الانسان اثناء زيارة بعض اعضائها لدار الملاحظة الاجتماعية وجاء ردك ووصفك لملاحظات الجمعية بالافتراءات وان زيارة اعضاء الجمعية ملغومة ومشوهة وقلت بالحرف: انه من الاجدى للاخ حسين الشريف ان يبحث اسباب الاستقالات الجماعية في جمعية حقوق الانسان والتي كانت بسبب هضم حقوق منسوبيها، واليوم يتكرر السيناريو في دار الفتيات بمكة ولم تلتفت الشؤون الاجتماعية لملاحظات الوفود الحقوقية التي قامت بزيارة دار رعاية الفتيات قبل اكثر من عامين حسب ما اوضحه رئيس الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف، هل تعتقد يا دكتور لو كانت الاستجابة سريعة لاصلاح الوضع هل ستحدث هذه الحادثة، فلماذا نغيب ونتهم غيرنا ونقصر في حق من نعولهم ونحضنهم وكان الاجدر بنا البحث عن السلبيات وكشفها والمطالبة باصلاحها بدلاً من الردود والتعقيبات والاتهامات ولكننا تعودنا على عدم الاهتمام الا بعد حدوث الكارثة، اما آن لنا ان نعرف وندرك ان القافلة لا تسير بالصوت العالي، وكما قال ذلك الفيلسوف ان العمل في اي مجال يتطلب منك ان تكون موظفاً اما العمل في المجال الانساني فيتطلب منك ان تكون انساناً موظفاً .