تعتبر القنوات الثقافية منبرًا مهمًا يعرض فيها ألوان الطيف الثقافي في أي بلد، والنتاجات المختلفة لمبدعيه ونافذة مفتوحة يرى الآخرون من خلالها المشهد الثقافي فيتعرفون على ما وصلت إليه البلاد من رقي وتقدم ثقافي (علمي- أدبي- فني الخ). فالإعلام الثقافي المرئي أصبح وسيلة هامة لإبراز جهود المؤسسات الثقافية، ونشر فعالياتها من ندوات ومهرجانات وملتقيات وعروض.وتسليط الأضواء على مبدعي الوطن في مختلف المجالات الثقافية. ولأني لست متخصصا في الاعلام لا أزعم أني أقدم دراسة وفق أسس علمية، أو بحثا خاضعا لضوابط البحث. ولكني أقدم تصورا واجتهادا أرجو ان اكون مصيبا فيه، وطرحًا آمل أن يثرى من قبل المتخصصين. في رأيي المتواضع أن القنوات الثقافية الناجحة يجب أن تهتم في ساعات بثها بما يلي: 1- الأخبار الثقافية. 2- الإبداع المحلي والعالمي. 3- التثقيف والتوثيق. أولاً: الأخبار الثقافية فتقوم بتغطية الفعاليات الثقافية والمناسبات التي لها علاقة بالثقافة بمفهومها الشامل بكوادر قادرة على التفاعل مع تلك الأحداث الثقافية والإبداع في تقديمها. ثانيا: الإبداع المحلي والعالمي: ومن وظيفة القناة المخصصة للثقافة الاهتمام بالمنتج الإبداعي المحلي والاحتفاء به، وفرد مساحات من ساعات البث لإبرازه مباشرة واستقطاب النقاد للتعليق عليه. والإبداع الثقافي (شعرا ونثرا، قصصا وروايات مسرحا وأفلاما تشكيلا ونحتا.. الخ) جدير بالاهتمام حريّ بالعناية والتشجيع. لأنه وجه من وجوه الحضارة، ومؤشر من مؤشرات التقدم في أية أمة. ثالثا: التثقيف والتوثيق: للقناة الثقافية دور في زيادة الوعي وتنمية الفكر وتثقيف المجتمع. وربط الإنسان بثقافة وطنه، وتعريفه بالثقافات العالمية من خلال ما يقدم من مواد ثقافية متنوعة طيلة ساعات البث. كذلك تستطيع القنوات الثقافية القيام بدور بارز في تعريف الاجيال الشابة بالرواد من المثقفين الذين قادوا في يوم من الأيام مسيرة الوطن الثقافية، وحملوا مشعل التطوير والتنوير في مجتمعهم وتسليط الأضواء على جهودهم وسيرهم الذاتية بتقديم أفلام وثائقية عن هؤلاء الرواد سواء كانوا أحياء أو بعد مماتهم. وكذلك تقديم أعمال موثقة عن الأماكن التاريخية وعن حياة الإنسان (ملابسه/ طعامه/ رقصاته - عادات الزواج، والختان، والعزاء – الأدوات المستعملة في زراعته وتجارته ومعاناة الإنسان في البحر والصحراء الخ). واستضافة متحدثين قادرين على إثراء الفيلم الوثائقي وجذب المشاهدين بالصور وبالمعلومات والأحداث الشيقة (الحاثة على مواصلة المشاهدة). * ولا تستطيع أية قناة ثقافية القيام بدورها بنجاح، أو تقديم خدمة إعلامية ثقافية ناجحة ما لم يتوفر لها ما يلي: 1- كوادر مثقفة مبدعة. 2- هامش حرية، ورؤية فكرية واسعة. 3- تمويل غير شحيح. أهمية الكوادر الثقافية المبدعة: لترسم منهج ورسالة القناة، وتخطط لهيكلة برامجها. ولأنها جزء من الوسط الثقافي تستطيع أن تقدم رؤية عميقة للمشهد الثقافي المحلي والعالمي وتخطط لما تقوم بالقناة نحو ثقافة وطنها بكل مسؤولية واحترافية وإبداع. إما إذا قام عليها من لا يتصف بالإبداع والابتكار والثقافة فإنّه سيحوّلها إلى مقابلات جامدة داخل الاستديوهات، وعرض لأفلام تسجيلية وثائقية مجلوبة من الأرشيف ويملأ ساعات البث بثقافة تقليدية ومواد ثقافية مثل الدجاج المجمد والاسم ثقافة وتثقيف. وهنا نأتي إلى نقطتين مهمتين هما: هامش الحرية والتمويل فالأولى تتيح لصاحبها أو للتمتع بها البحث عن الجديد المفيد في المضمون والمبهر المدهش في العرض. وتُظهر الإبداع الشخصي فيقدم المعد الأفكار المبتكرة التي تعد إضافة ولي اجترارًا. والتمويل ونظام المكافآت غير الشحيح يعطي القائمين على القناة الدافع على العطاء والقدرة على استقطاب الكفاءات في (الإدارة والإعداد والتقديم والتصوير الخ). ورصد المكافآت المجزية للمشاركين في إثراء ساعات البث بخبراتهم المهنية وإبداعاتهم الثقافية وهم القادرون على فهم أهدافها وخصائصها. فلا يُعرض إلا ما يحقق تلك الأهداف، ويُبرز تلك الخصائص، ويحقق الرسالة الثقافية المرجّوة من إطلاق تلك القنوات.