تواجه 170 جمعية خيرية مشكلة كبرى تهدد نجاح مشروع عدم توريث الفقر لأكثر من 5 آلاف أسرة مستفيدة من الضمان الاجتماعي والجمعيات الخيرية، وذلك في ظل عدم جدية الفقراء واستعدادهم نفسيا لاستلام وإدارة مشاريع تصل قيمة تمويلها إلى حوالى 200 ألف ريال من قبل بنك التسيلف والادخار. وأمام هذا الواقع الذي كشف عنه مدير جمعية الأصدقاء الخيرية خالد سندي ل “المدينة”، طالب مديرون لجمعيات خيرية بالتريث في إطلاق المشروع لحين وضع آلية لتأهيل الفقراء واستعدادهم لتلقي مبالغ نقدية كبيرة جدا، لضمان استمرارية نجاح المشاريع التجارية وتحويل تلك الأسر إلى أسر منتجة وهو الهدف الرئيسي من إطلاق المشروع. وأضاف أن الفقراء مصنفون من قبل الجمعيات الخيرية إلى عدة فئات، الأولى وتشكل الغالبية العظمى من الفقراء بالمملكة، أبدوا عدم استعدادهم لتحمل المسؤولية وهم يجدون صعوبة في تغيير واقعهم وبالتالي توريث هذه العادة إلى أبنائهم لذا يجب أن يتم تأهيل أبناء تلك الاسر ومساعدتهم تدريجيا لتغيير الصورة الذهينة لواقعهم من خلال دورات نفسية ثم منحهم وتدريبهم المشاريع التجارية أو الحرفية، أما الفئات الاخرى فهي عاجزة وغير قادرة على العمل أصلا. وكانت وزارة الشؤون الاجتماعية قد شرعت مؤخرا في اعتماد 170 جمعية خيرية بالبلاد للتعاقد مع عدد من الجهات المانحة للقروض الحسنة، من أجل تحويل أبناء اسر الضمان الاجتماعي ومستفيدي الجمعيات الخيرية إلى أصحاب منشآت تجارية صغيرة بعد تدريبهم على عدد من المهن التجارية والحرفية من أهمها محلات المغاسل، النجارة، الميكانيكا، مواد تموينية، بيع مواد إلكترونية، الصيد، وتسمين الأغنام. الحد من توريث الفقر وقال مدير فرع الوزارة بمنطقة مكةالمكرمة علي الحناكي ل “المدينة” إن هذا التوجه تمت دراسته قبل سنوات وتم إطلاقه بهدف الحد من توريث الفقر وتحويل أفراد تلك الأسر من اتكاليين على إعانات الجمعيات إلى أسر معطاءة تساهم في الحركة الاقتصادية بالمجتمع. وأوضح أن الجمعيات بحكم ارتباطها بعدد من الأسر المحتاجة ودراسة حالتها المعيشية، سيتم التعاقد عن طريقها لتوجيه تلك الأسر وتحويل مسارها إلى الجهات المانحة للتمويل، ومن أهمها بنك التسليف شريطة ان تكون هناك جدية لدى المستفيد، إضافة إلى الدعم الموجه من قبل صندوق الموارد البشرية في توفير المناخ التدريبي سواء في إدارة المشاريع أو التدريب في إيجاد مهن خاصة. التمويل على دفعات وقالت مصادر ببنك التسليف أن المبالغ التمويلية لن تمنح بشكل كامل، وإنما سيتم ذلك على دفعات، ولن يمنح أي مبلغ إلا بعد إنجاز الخطة الزمنية لإنشاء المشروع، إضافة إلى ضمانات كافية تحد من التلاعب في تصريف المبالغ. وقالت مصادر في صندوق الموارد البشرية ل “المدينة” إن التدريب سيكون كافيا لانجاح أي مشروع تجاري، حيث سيتم التركيز بشكل خاص على فئة الشباب والفتيات ممن حالت ظروفهم المعيشية دون استكمال تعليمهم والحصول على شهادات تؤهلهم للتعيين على وظائف مناسبة. وأضاف المصدر أن التدريب سيتم عن طريق قاعات مناسبة في الجمعيات الخيرية شريطة أن يكون المستفيد من المزكين من قبل هذه الجمعيات ووزارة الشؤون الاجتماعية. وكانت “المدينة” قد نشرت قبل أربعة أشهر تفاصيل الاجتماع الأول لثلاث جهات حكومية هي وزارة الشؤون الاجتماعية، بنك التسليف، وصندوق الموارد البشرية، لبحث إمكانية إعطاء الأولوية للأسر الفقيرة، وتمت الموافقة على ذلك، على أن يتم تحديد الجمعيات الخيرية ويتم دعم 5000 أسرة بمنطقة مكةالمكرمة في البداية ثم تليها بقية المناطق.