ما تزال أحداث قضية تبديل الطفلين (يعقوب وعلي) في مستشفى الملك خالد بنجران قبل نحو ست سنوات، حاضرة في المشهدين السعودي والتركي، وقد اجتمع يوم أمس شمل العائلتين مرة أخرى بوصول العائلة التركية إلى نجران حيث امتزجت الدموع فرحا باللقاء بعد فراق خمسة أشهر منذ نهاية شهر رمضان المنصرم. إلا أن هذه الفرحة لم تكتمل، حيث تلقت الأسرتان إنذارا من وزارة الصحة بإخلاء المنزلين اللذين استأجرتهما لجمع شملهما ، وطالبتهما بالإخلاء نهاية شهر ربيع الثاني المقبل. وشهد منزل العائلتين يوم أمس فرحة كبيرة بمناسبة عودة الطفل علي من تركيا برفقة والديه وإخوته الحقيقيين، ووصف الأب التركي يوسف جوجا يوم أمس بأنه يوم تاريخي في حياة العائلتين، لا سيما وأنهما عاشتا فراق الطفلين لخمسة أشهر بعد أن نشأ كل منهما وترعرع طيلة السنوات الماضية بعيدا عن كنف أسرته الحقيقية، مؤكدا أن والده ووالدته أصرا على رؤية الطفل (يعقوب) وقد وصلا إلى نجران أمس من اجله. وأضاف: لم يعد بمقدور العائلتين تحمل المزيد من المعاناة، فخلال السنوات الماضية تلقتا الصدمة تلو الأخرى والمعاناة تلو المعاناة وقد زاد الفراق الأخير الأمر سوءا ، رغم أن الضرورة هي التي فرضت سفر (علي) إلى تركيا وبقاء (يعقوب) في نجران من اجل إلحاقهما بالدراسة في الوقت المناسب. وأشار يوسف جوجا إلى أن صحة نجران سلمتهما خطابا بإخلاء المنزلين اللذين استأجرتهما لهما لجمع شمل العائلتين، وطالبتهما بالإخلاء نهاية شهر ربيع الثاني المقبل، مؤكدا أنه بإخلاء المنزلين سوف تضطر العائلتان للبحث عن منزلين متجاورين للبقاء قرب بعضهما البعض، مطالبا ببقاء المنزلين، والتدخل للم شمل عائلته التي يعيش بعضها في تركيا والبعض الآخر في نجران من اجل الطفل (يعقوب). وعن وضع (علي) خلال فترة سفره في تركيا قال: انخرط في الدراسة بصفة استثنائية بسبب عدم انتهاء أوراقه من حيث الجنسية واثبات العائلة، لافتا إلى أنه تقدم بطلب لسفارة بلده لمنحه فيزا طالب حتى يستطيع الدراسة بصورة رسمية لأن الفيزا لا تمنح إلا بعد الثانوية من اجل الدراسة أو أن يتم لم شمل أسرته في السعودية وتدريسه إلى جوار (يعقوب). وبين أن المدرسة القريبة من منزله في تركيا ضمت اسم يعقوب ضمن طلابها طبقا للنظام في بلاده، حيث يتم بعد مرور سبع سنوات تنزيل اسم الطالب آليا في اقرب مدرسة وهو الأمر الذي حدث مع يعقوب، الذي لا زال يدرس في مدرسة أهلية بنجران.