رفض الرئيس التركي عبدالله غول ورئيس وزرائه رجب طيب أردوغان لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك خلال زيارته لتركيا الأحد الماضي كان بمثابة رسالة قوية للاحتلال لها دلالات كبيرة على معارضة سياسته تجاه الشعب الفلسطيني. ورغم ما تم خلال الزيارة من توقيع لصفقات أسلحة تتضمن بيع تركيا أسلحة إسرائيلية جديدة، وحرص باراك ونظيره التركي على التأكيد على العلاقة الإستراتيجية بين البلدين ، إلا أنه لا يمكن قراءة مسار تلك العلاقات بعيدًا عن سياقها الراهن الذي يؤكد على تدنيها إلى مستويات غير مسبوقة ، تحديدًا منذ الحرب الإسرائيلية الغاشمة على قطاع غزة العام الماضي. كما أن الاعتذار الإسرائيلي الرسمي عن إهانة السفير التركي لدى إسرائيل يعدّ مؤشراً على حجم التطور الحاصل لجهة أن هذا الاعتذار هو الأول من نوعه في عرف السياسة الإسرائيلية ودبلوماسيتها المتعنتة، بما يدلل على مدى الاهتمام الإسرائيلي بتركيا والخشية من المزيد من المواقف التركية التي تعكس انتصارها لإسلامها ودفاعها عن القضايا الإسلامية. من الواضح أن زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي عكست رغبة القيادة الإسرائيلية على ترميم العلاقة مع تركيا والحرص على عدم تعريضها إلى المزيد من الأضرار وتجنب الدخول في صراعات معها تؤدي إلى مزيد من توثيق تركيا لعلاقاتها الأخوية مع الدول العربية والإسلامية التي شهدت نموًا مطردًا في السنوات الأخيرة ، وزيادة الدعم للقضية الفلسطينية بشكل خاص. بيد أن زيارة رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوجان للرياض أمس ولقائه أخيه خادم الحرمين الشريفين لبحث سبل وتطوير العلاقة بين البلدين الشقيقين والبحث في مجمل القضايا التي تهم الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية تؤكد على أن تركيا ماضية قدمًا في الخط الجديد الذي ارتضته لنفسها والذي يؤكد على هويتها الإسلامية ، وأن المملكة ملكًا وحكومة وشعبًا تثمن هذا الدور وهو ما تمثل في الأجواء الأخوية الحميمة التي سادت لقاء فخامته بخادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وما يكنه الشعب السعودي من تقدير وإجلال للقيادة والشعب التركي الشقيق ، وإعلان سمو الأمير خالد الفيصل رئيس هيئة جائزة الملك فيصل العالمية منح فخامته جائزة خدمة الإسلام لهذا العام.