تبّت ألسنة الغربيين، وثكلتهم أمّهاتهم الشقراوات، ألا يملّون من ترداد الأكاذيب حولنا كالشيطان؟ إنّها مثل موجات الزلزال، يردف بعضها بعضًا!. بالأمس، كذبوا فصنّفوا مستوى جامعاتنا بأنه منخفض، مع أنّ العكس هو صحيح، فمستواها مرتفع، والدليل هو كثرة الأبحاث المفيدة التي تنشرها جامعاتنا سنويًّا، وتزدحم عند أبوابها الجهات المحلية والدولية للحصول على براءة احتكار واستغلال الأبحاث، حتى استعانت جامعاتنا بإدارة المرور لتنظيم الازدحام!. واليوم تكذب مجلّة (إنترناشيونال ليفينق)، فتُصدِر مؤشر جودة الحياة الدولي وتمنحنا فيه مركزًا منخفضًا هو (169) من أصل (194) دولة، بسبب ارتفاع تكلفة المعيشة، وهي كذوب، لأنّ التكلفة منخفضة، حتى أنّ رواتب المواطنين تكفيهم لشهرين لا لأسبوعين، وبسبب تدنّي الرعاية الصحية، وهي كذوب، لأنّ الرعاية نموذجية، فهناك موعد فوري مع طبيب، وسرير مضمون لكلّ مواطن في المستشفيات الحكومية، ولا أخطاء طبية قاتلة أو مُعيقة أو تكلفة علاج فاحشة بالمستشفيات الخاصة، وبسبب تواضع الثقافة والترفيه، وهي كذوب، ففي كلّ ساعة يصدر كتابٌ لدينا، وتعجّ مدننا بالمسارح والمتاحف والأندية الترفيهية للجنسيْن، وبسبب تدهور البيئة، وهي كذوب، فبيئتنا نظيفة كملابس مغسولة بالتايد، ليس فيها تلوث أو مجاري أو ناقلات للأمراض!. هو (بسْ) سؤال: ماذا يضرّنا لو صدّقنا المجلّة الكذوب؟ وتفانيْنا في معالجة ما أوردته من أسباب لتحسين مؤشر جودة حياتنا؟ كما صدّق أبو هريرة الشيطان الذي نصحه بقراءة آية الكرسي عند النوم للحَفْظِ من شرّه، رغم أنه كذوب!. فاكس 026062287 [email protected]