ضرب زلزال عنيف أمس، هايتي مسببا دمارا كبيرا لحق حتى بالقصر الرئاسي في مدينة لا تملك شيئا لإنقاذ الضحايا الذين قد يبلغ عددهم مئات. ويمضي العديد من الهايتيين ليلتهم في العراء بعد الزلزال الطويل الذي بلغت شدته سبع درجات على بعد 15 كلم غرب العاصمة المكتظة بالسكان، في انتظار حلول الصباح للبدء بإحصاء القتلى وتقييم الخسائر. وقال طبيب أصيب بجروح في ذراعه اليمنى، وقد غطته الدماء: "القتلى سيكونون بالمئات عندما نتمكن من بدء الإحصاء". وتلت الزلزال حوالى ثلاثين هزة ارتدادية قوية التي بلغت شدة بعضها 5.9 درجات. وأكد المعهد الأمريكي للجيوفيزياء أن هايتي لم تشهد هزة بهذه القوة منذ قرن واحد على الأقل. وخلف الزلزال دمارا كبيرا إذ انهار عدد من المباني العامة بما فيها القصر الرئاسي والبرلمان ووزارات عدة في أفقر دولة في الأمريكيتين. وأكد سفير هايتي في المكسيك روبرت مانويل أن رئيس هايتي رينيه بريفال وزوجته "على قيد الحياة"، مشيرا إلى أن "الوضع خطير جدا". وفي باريس قال وزير الدولة الفرنسي لشؤون التعاون آلان جويانديه ‘: إن حوالى مئتي شخص يعتبرون في عداد المفقودين بعدما طمروا تحت أنقاض فندق كبير في العاصمة الهايتية. وأوضح الوزير "وصلتنا معلومات بان فندق لو مونتانا انهار وانه كان في داخله حوالى 300 شخص وانه خرج منه فقط مئة شخص، وهذا الأمر يثير قلقنا الشديد". كما عبر عن قلقه على مصير 1400 فرنسي يعيشون في هايتي يقيم معظمهم في العاصمة. وسبب الزلزال اضطرابات كبيرة في بلد يملك بني تحتية بدائية جدا مما يجعل نقل جرحى إلى مراكز طبية ما زالت قائمة، شبه مستحيل. من جهة أخرى، قام لصوص بنهب سوبرماركت في شمال بور او برنس. وقال صحافية :إن الزلزال العنيف جدا استمر لأكثر من دقيقة وقذف السيارات في الشوارع وأدى إلى سحابة هائلة من الغبار الأبيض فوق المدينة التي تضم مليوني نسمة. وصرح احد السكان مشى عدة كيلومترات ليعود إلى منزله وسط موجة ذعر أن "وسط بور أو برنس دمّر، إنها كارثة حقيقية". وكان عدد من طلاب جامعة خاصة عالقين تحت أنقاض مؤسستهم. وقال مسؤول الجامعة لإذاعة "سينيال اف ام" في بيتيون فيل شرق بور او برنس "تمكنا من انتشار بعض الأشخاص من تحت الأنقاض وهناك عدد كبير من الجرحى". كما دمرت مراكز جامعية أخرى مثل المعهد الوطني للإدارة وجامعة الوكالة الجامعية للفرنكوفونية. وقال الرئيس الهايتي السابق جان برتران اريستيد في جوهانسبورغ حيث يقيم منذ مغادرته البلاد في 2004 "أنها فاجعة تفوق التصور"، معبرا عن تعازيه لمواطنيه. وقال سفير هايتي في الولاياتالمتحدة ريمون السيد جوزف لشبكة "سي ان ان" : إنها "كارثة كبرى" للبلاد. وبثت شبكة "سي ان ان" الأمريكية مشاهد للزلزال ظهرت فيها سحابة كبرى من الغبار ترتفع من عشرات المباني المنهارة. وتم إصدار إنذار باحتمال حدوث تسونامي لكنه ألغي سريعا. ويستخدم معهد الجيوفيزياء الأمريكي المقياس الآني لتحديد شدة الزلازل. ويعتبر هذا المقياس زلزالا من الدرجة السادسة قويا. وهايتي التي تعتبر الدولة الأفقر في الأمريكيتين سبق أن شهدت سلسلة من الكوارث في الآونة الأخيرة. فقد ضربتها ثلاثة أعاصير وعاصفة استوائية في 2008 ما أدى إلى مقتل 793 شخصا وفقدان أكثر من 300 آخرين بحسب أرقام الحكومة. كما شهدت البلاد توترا سياسيا في العام 2008 نجمت عنه أعمال شغب اثر رفع أسعار المواد الغذائية في العام 2008. ويعيش قرابة 70% من شعب هايتي بأقل من دولارين في اليوم، فيما تشمل البطالة نصف عدد سكانها البالغ عددهم 8.5 ملايين نسمة.