في حفل تكريم معالي الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان عضو هيئة كبار العلماء، في رحاب نادي مكة الأدبي والثقافي، كما أسلفت يوم أمس، اختار شيخنا الجليل أن تكون مشاركته محاضرة علمية فقهية، تناولت موضوعا من أهم قضايانا المعاصرة، وهو الحفاظ على آثارنا الإسلامية، ومن أهمها آثار المصطفى صلوات الله وسلامه عليه. يقول الشيخ أبو سليمان: «إن الأماكن المأثورة والمتواترة، في مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بإيحاءاتها الروحية والإيمانية، تمثل تاريخا حيا ينبغي أن تظهر بالمظهر اللائق بمكانتها إسلاميا وتاريخيا، وتفعيل النشاط العلمي والدعوي من داخل أروقتها، بحيث تكون معالم إسلامية حضارية لقاصديها من العلماء، والأدباء، والمفكرين، وطلاب العلم، والزائرين والقادمين من جميع أرجاء العالم الإسلامي، وهو ما يتناسب مع مكانتها السامية في تاريخ الإسلام، وقد زكى هذا الرأي سابقا كبار العلماء السلفيين في هذه البلاد وغيرها.» * * * وقال الشيخ عبد الوهاب، «إن التشكيك فيما ثبت من آثارنا الإسلامية بالتواتر العلمي والمحلي، ولدى مؤرخين كانوا من الفقهاء والقضاة والمحدثين، والذين أخضعوا هذه الأماكن الأثرية لفحص دقيق، فثبت صحتها بالتواتر العلمي والمحلي هو جناية مغلفة على تاريخ الأمة، فهي شواهد حية للتاريخ الإسلامي، وإزالتها محو لهذا التاريخ في مواطنه الأصلية، موضحا أن الخليفة عمر بن عبد العزيز، بنى مسجدا في المواقع التي صلى فيها النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يعترض عليه أحد من الصحابة والتابعين، ولهذا بقيت هذه الآثار عبر القرون.»