يوم الأربعاء 20/1/1431ه نشرت إحدى الصحف المحلية خبرًا يقول في مضمونه إن بعض القنوات الفضائية العربية سمحت بعرض الأغاني الماجنة والمسلسلات الإباحية التي تظهر فيها مشاهد الرقص وشرب الخمور، وذلك بغرض لفت الأنظار واستقطاب المشاهدين! * وكتعليق مقتضب على ذلك الخبر نقول: إن القنوات الفضائحية التي يمتلكها بعض رجال الأعمال العرب أُنشئت لأغراض تجارية ومكاسب مادية، ومعروف أن تلك الأغراض والمكاسب لا تحقق أهدافها إلاّ بوجود الكاسيات العاريات من المذيعات والممثلات وعارضات الأزياء والمفاتن! أمّا الرقص والخمور فلا مشاحة ولا تثريب إذا قلنا إن العرب يرقصون على جراحاتهم العميقة منذ عشرات السنين، وقد اختمرت عقولهم تخلّفًا وجهلاً، وبدليل أنهم نسوا وحدتهم القومية، وتناسوا قضاياهم المصيرية رغم الهزائم والانكسار على كل الجبهات وفي مختلف المجالات.. وقديمًا قال الشاعر عمرو بن كلثوم: ألا هبّي بصحنك فاصبحينا ولا تبقي خمور الأندرينا * المفسدون في الأرض: قال الله تعالى في محكم التنزيل: (الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون)، وقال عز وجل:( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها).. هذا النص القرآني دليل واضح على أن الفساد ضد الإصلاح، ومن أفسد في الأرض فقد استحق العقاب الشرعي. * نعم.. هذا ما يجب تطبيقه قياسًا على ما حدث في مدينة جدة من كوارث السيول، وذلك نتيجة الإهمال والتهاون، أو كما يقولون الفساد الإداري في بعض الجهات والشخصيات التي خضعت للمساءلة من قبل لجنة تقصّي الحقائق. على أي حال كل مطرود ملحوق، وبعد انتهاء التحقيقات سنعرف من هم المفسدون في الأرض!؟ * شريعة حمورابي: في عهد الدولة الآشورية قبل الميلاد اشتهر الملك حمورابي بسنّ الأنظمة والقوانين الصارمة والتي عرفت في التاريخ ب(شريعة حمورابي)، ومن تلك الأنظمة والقوانين التي وضعها حمورابي: - السن بالسن والعين بالعين. - إذا سقط بيت على ساكنيه حكم على بانيه بالإعدام. - إذا مات المريض أو تضرر نتيجة خطأ طبي قطعت أصابع الطبيب. - إذا استغلت الوظيفة لغير المصلحة العامة حكم على الموظف بالإعدام. * أقول: لقد تذكّرت شريعة حمورابي على هامش ما حدث ويحدث من الفساد الإداري واستغلال الوظائف وسوء التخطيط والتنظيم العمراني.. أمّا الاخطاء الطبية فحدّث ولا حرج! * من تاريخ الخلفاء: تقول الرواية التاريخية إن أحد عمّال الخليفة عمر بن عبدالعزيز كتب إليه: إن مدينتنا قد خربت وتعرضت لنهب اللصوص؛ فاقطع لنا مالاً لترميمها وتحصينها.. فرد الخليفة عمر: حصّنها بالعدل، ونقّها من الظلم. * وقفة العدل أساس الملك.