نعى أخي الدكتور محمد صادق دياب على الولاياتالمتحدةالأمريكية، إنفاقها مبلغ 650 مليون دولار، على إنشاء قناة الحرة باللغة العربية، وسخر من فشل القناة الفادح، فلا هي أفلحت كما يقول أخي أبو غنوة في أمركة العقل العربي، ولا هبت من شاشة القناة نسائم الحرية التي افترض الأمريكيون أن العالم العربي محروم منها (الشرق الأوسط 2/1/2010) لقد وصفت قناة الحرة كما كتب الدكتور دياب، بأنها ستغير وجه الإعلام العربي في الشرق الاوسط، وأنها ستؤسس لمعايير ذهبية يفتقر اليها العمل الإعلامي العربي، لكنها انتهت بالفشل، ولم تحظ حسب تقدير الخبراء بأكثر من 2% من المشاهدين العرب. * * * في تقرير لوكالة أسوشيتد برس، كشفت الوكالة عن وثائق خاصة بميزانية الدفاع، أشارت الى أن الأموال التي أنفقها الجيش الأمريكي، خلال السنوات الخمس الماضية لكسب الرأي العام، سواء الداخلي أو الخارجي، زادت بنسبة 63%، لتصل خلال العام الحالي الى 4.7 مليار دولار، كان معظمها مخصصا لتحسين صورة القوات الأمريكية في العراق وأفغانستان، خلال الفترة بين عامي 2004 و 2005، وأضاف تقرير الوكالة أن البنتاجون قام خلال العام الحالي فقط، بتوظيف 27 ألف شخص في أقسام الدعاية والإعلان والعلاقات العامة داخل وزارة الدفاع. * * * وهكذا يرى أخي الدكتور دياب، أن عليه وقد تأسف لضياع 650 مليون دولار من ميزانية وزارة الخارجية الأمريكية، أن يأسف أكثر وأكثر لإهدار وزارة الدفاع الأمريكية أكثر من 4.7 مليار دولار، كل ذلك – كما يقول البنتاجون – لكسب عقول وقلوب شعوب العالم، وتهدئة المخاوف الأمريكية الداخلية من الصورة الأمريكية المشوهة في الخارج، بسبب غزو وتدمير العراق وأفغانستان (يستعدون الآن للصومال واليمن) ولأرقام القتلى المروعة، وسياسات التعذيب الوحشي والسجون السرية، وملايين الأرامل والمعاقين والمهاجرين في كلا البلدين.