تجددت أحداث الشغب بين المسلمين والأقباط في مصر وتحديداً فى مدينة نجع حمادي بمحافظة قنا"600 كم جنوبالقاهرة" على خلفية مقتل 7 أقباط بينهم شرطي مسلم وهو حارس المطرانية المسيحية هناك، بينما أصيب 21 آخرون بينهم خمسة في حالة خطيرة. ووقع الهجوم وقع أمام كنيسة نجع حمادي أثناء خروج المئات بعد انتهاء صلاة عيد الميلاد المجيد بعد منتصف ليلة أول أمس "الأربعاء" حيث يحتفل الأقباط الأرثوذكس الذين يشكلون غالبية المسيحيين في مصر بعيد الميلاد في السابع من يناير من كل عام، وقد انتشرت قوات الأمن المركزي في الشوارع وفرضت حظر التجوال. وأوضح مصدر أمنى مسئول أن ثلاثة مسلحين أطلقوا وابلاً من الرصاص على مجموعات من المسيحيين في وسط المدينة قرب المطرانية عشية عطلة عيد الميلاد، مستغلين وجود عدد كبير من المسيحيين في الاحتفال بأعياد الميلاد، وأنهم لاذوا بالفرار داخل سيارة كانوا يستقلونها. وأفاد المصدر الذي رفض ذكر اسمه أن أعداداً كبيرة من قوات مكافحة الشغب انتشرت في المدينة، موضحاً أن شوارع المدينة حالياً خالية تمامًا من المارة والسيارات ولا يوجد بها سوى قوات الأمن، مشيراً إلى أن الأجهزة الأمنية تتعقب المهاجمين لإلقاء القبض عليهم بعد أن تم تحديد ملامح احد الجناة ويدعى محمد أحمد حسين له سوابق إجرامية وانه جارى القبض عليه لمعرفة باقي الشبكة الإجرامية. وقال مصدر أمنى آخر بوزارة الداخلية المصرية إن المعلومات تشير لوجود مؤشرات مبدئية لارتباط الحادث بواقعة اتهام شاب مسيحي "20 عاماً" باغتصاب طفلة مسلمة "12 عاماً" في مدينة فرشوط المجاورة لنجع حمادي والتي حدثت في نوفمبر الماضي وأخذها عنوة ليعتدي عليها داخل إحدى الزراعات مستغلاً عدم وجود احد بالشوارع لاهتمام البعض بالمباراة الفاصلة بين مصر والجزائر التي أقيمت في السودان، حيث تنظر المحكمة حالياً محاكمته، ودفع الغضب مئات المسلمين إلى إشعال النار في متاجر لمسيحيين في فرشوط بعد أن فشلوا في الفتك بالشاب أثناء قيام الشرطة بنقله إلى المحكمة. ووقعت قبيل ظهر امس صدامات بين الشرطة واكثر من ثلاثة الاف قبطي، فيما اتهم اسقف المدينة نوابا نافذين في الحزب الوطني الحاكم بالتواطؤ ضد الاقباط. وافادت مصادر امنية وشهود عيان أن اكثر من ثلاثة الاف قبطي تجمعوا أمام مستشفى نجع حمادي ورفضوا استلام جثث ضحايا الهجوم الذي وقع ليل الاربعاء والتي نقلت إليها. وحاول الاقباط الخروج من المستشفى للتظاهر في الشارع، لكن رجال الشرطة منعوهم من ذلك، فراح المتظاهرون يرشقون الحجارة باتجاه قوات الامن التي ردت بإطلاق القنابلالمسيلة للدموع وباستخدام خراطيم المياه في محاولة منها لتفريقهم، وفق المصادر نفسها. واتهم اسقف نجع حمادي الانبا كيرلس الشرطة ونوابا نافذين في الحزب الوطني الحاكم بتسهيل الاعتداء على الاقباط. وقال الانبا كيرلس إن «المتهم معروف وهو مسجل خطر مشهور باسم حمام كموني، وكان يفترض ان يكون موقوفا، ولكن الشرطة تركته حرا بتحريض من نواب نجع حمادي، وهم نواب نافذون في الحزب الوطني الحاكم»، واضاف ان «العديد من المسيحيين في المدينة تلقوا طوال الاسبوع الماضي رسائل تهديد على هواتفهم المحمولة تؤكد ان المسلمين سينتقمون منهم في عيد الميلاد». وحذر المستشار محمد جوده رئيس الجمعية المصرية للحوار الوطني بشدة من استمرار هذه الوقائع دون وقفة حاسمة ومعالجة جذرية للأمور والقضايا المعلقة التي سوف تعرقل حركة نسيج الأمة، وطالب دعوة مجلسي الشعب والشورى والأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني والنقابات المهنية والعمالية والقوى السياسية والاجتماعية ومشيخة الأزهر والبطريركية المرقسية إلى تشكيل مجلس قومي للوحدة الوطنية تكون مهمته إعادة الثقة بين المواطنين على جانبي الطرفين، وإقامة حوار للمصالحة والمكاشفة بين الطرفين.