الهدف النهائي الذي يسعى إليه خادم الحرمين الشريفين من وراء إنشاء لجنة للتحقيق في كارثة جدة هو الوصول إلى الحقائق وإعلانها للناس إبراء للذمة، ( وصدقاً مع الله قبل كل شيء ، ثم تقريراً للواجب الشرعي والنظامي ، وتحمل تبعاته) . لذا نتوقع أن تضع نتائج التحقيق حداً لاستشراء الفساد والمفسدين. ليس فقط في كارثة سيول جدة بل وعلى مستوى الوطن كله. وأتساءل أحياناً عن الدوافع التي تحكم عملية تنفيذ المشاريع الحكومية، هل هي الحاجة الفعلية للمشروع والجدوى الاقتصادية له، أم مجرد رغبة المسؤول المباشر في أن يرى فكرة طرأت على باله قيد التنفيذ بغض النظر عن جدواها؟! كما أن المبالغة في قيمة بعض المشاريع التي تُنفذ هنا وهناك في مناطق المملكة، خاصة وأنها تنتهي بإعادة «بيعها» أو «تقبيلها» من الداخل مرة أخرى، وأحيانا عدة مرات، بسعر أقل هو أحد الأساليب المعيبة في المشاريع الحكومية التي يجب إعادة النظر فيها. إننا كثيرا ما نرى مشاريع هامة وحيوية يتحدث الخبراء والمختصون عن أهميتها وضرورتها وفائدتها، ثم نفاجأ بأنها تأخذ وقتاً طويلاً بين الدراسة والبحث والتقصي.. لينتهي الأمر بركنها على الرف وتنفيذ مشاريع أخرى أقل أهمية وتأثيرا وذلك على وجه السرعة دون تقصٍ أو دراسة مع تشكيك كثير من الخبراء والمختصين بجدواها أو أهميتها،