لابد وأن تلفت الدبلوماسية السعودية النشطة نظر المراقب لا سيما عندما تقترن بتفعيل العلاقات العربية – العربية ، ومواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها الأمة في العديد من المناطق ، وتحقيق المصالحة الفلسطينية والعمل من أجل دفع عملية السلام في الشرق الأوسط نحو اتجاهها الصحيح الذي يضمن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في التحرر والاستقلال والدولة، وهو ما أمكن لمسه من خلال المشاورات والاتصالات واللقاءات التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية بين خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وعدد من قادة الدول الشقيقة والصديقة ومبعوثيهم ومن بينها لقاءاته -يحفظه الله- مع إخوانه الرئيس المصري محمد حسني مبارك والرئيس الفلسطيني محمود عباس والرئيس السوداني عمر حسن البشير ، وكذا الرسالة التي تلقاها من أخيه الرئيس اليمني علي عبدالله صالح واستقباله لوزير الخارجية التركي والنائب الثاني للرئيس الأفغاني. كما يمكن النظر إلى جولة سمو وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل إلى كل من مصر وسوريا وذلك عقب لقائه بوزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ورئيس مكتب حماس خالد مشعل في الرياض مؤخرًا بأنها تتم في نفس الإطار، كونها تركز على الملفات الساخنة نفسها التي تشغل بال الأمة ، وعلى الأخص ملف المصالحة الفلسطينية – الفلسطينية والعمل من أجل تطوير آلية دفع تلك المصالحة نحو الأمام، إلى جانب الوضع في اليمن ، وفي العراق ، وترابط ملفي العراق واليمن بالوضع الإيراني - بنسب مختلفة ، وأيضًا البحث في الموضوع اللبناني استكمالا للتطور الأخير المتمثل بزيارة رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري إلى سوريا والأصداء الإيجابية التي ترتبت عليها. هذا الحراك الدبلوماسي النشط في أكثر من صعيد يؤكد من جديد على أهمية الدور السعودي المتنامي في نبذ أسباب الفرقة والخصام في العمل العربي المشترك، وحل المشكلات المتراكمة عبر الحوار والتشاور، وتحقيق التكاتف في خدمة قضايانا المصيرية ، ودفع عجلة العمل العربي الموحد القادر على مواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية التي تواجهها الأمة وتحقيق التضامن العربي وتفعيل أدواته وآلياته في اتجاه مصلحة الأمة.