نتطلع أن تكون هذه القنوات مختلفة تماماً تحمل توجهاً إعلامياً وثقافياً متميزاً يضمن لها النجاح واستقطاب الجماهير..من خلال رؤية ورسالة واضحتين وبرامج غير مستهلكة جديدة مبتكرة تحظي بلادنا بمكانة كبيرة تجعلها محط أنظار العالم الأمر الذي يلقي عليها مسؤولية عظيمة تحتم عليها مواكبة التطوّر المتلاحق في شتى الميادين المهمة التي ينبغي عليها الحضور فيها بتميز وتأثير قوي. وانطلاق أربع قنوات فضائية سعودية جديدة تختص بمجالات مهمّة يعدّ خطوة جيدة وإضافة مهمة يستفيد منها المواطن والعالم الإسلامي...والعالم بأجمعه إذا ما التزمت الرسالة الإعلامية الموجّهة بشرف المهنة الإعلامية ورقي الكلمة ونبل المقصد وقوّة الحجة. فقناة الثقافة رافد جديد نتطلّع إلى أن يكون منبراً لتأصيل ثقافة الحوار التي بتنا في أمس الحاجة إليها افراداً ومجتمعات. ولا سيّما في زمن تشابكت فيه المصالح وزالت فيه الحواجز وأصبح العالم فيه قرية واحدة يطل بعضه على بعض ويحتاج بعضه بعضا. ونتطلع أن تكون هذه القناة منبراً جيداً لنشر الثقافة ولتسليط الضوء على ثقافة بلادنا.. وتقدّمها في هذا المجال لتصحيح صور غير محمودة انتشرت عن مجتمعنا ووعينا وثقافتنا ونتطلع أن تكون هذه القناة رافداً جديداً لزيادة الثقافة والوعي لدى المواطن والعالم بأسره في جميع المجالات، وتقديم نتاجنا الفكري في شتى المجالات دون الاقتصار على جانب دون آخر. أما قناتا القرآن الكريم والسنة النبوية، فنتطلع أن تسدّا فراغاً دام طويلاً لم تستطع القنوات الفضائية القائمة أن تسده فنحن بحاجة إلى قنوات إعلامية ذات رسالة مبتكرة تستطيع أن تجذب المشاهد وتدعم الإسلام والمسلمين وتنشر الثقافة الإسلامية بصورتها المعتدلة الصحيحة كما جاءت في كتاب الله وسنة حبيبه صلى الله عليه وسلم. إننا نتطلع أن تكون هذه القنوات مختلفة تماماً تحمل توجهاً إعلامياً وثقافياً متميزاً يضمن لها النجاح واستقطاب الجماهير..من خلال رؤية ورسالة واضحتين وبرامج غير مستهلكة جديدة مبتكرة. تقدّم قيماً جديدة للذائقة البصرية بعيداً عن لغة الخطاب الديني التقليدي الذي تسود عليه لغة الترهيب والتغييب والتكفير والمنع. لتصبح لغة معتدلة..ترغّب ولا تنفّر تهتم بتصحيح الكثير من المفاهيم الخاطئة. كما نتطلع أن تزخر ببرامج تواجه الفضائيات التنصيرية التي تبث سمومها لتشكيك المسلمين في دينهم وزعزعة العقيدة بالإضافة إلى العديد من القنوات الأخرى ذات التوجهات الفكرية والدينية التي تجاوزت جميع الخطوط الحمراء وباتت تقدح في القرآن والسنة بكل وقاحة. إننا بحاجة إلى برامج تُبث بكل اللغات مثل التركية، الأردية، المالوية، الفارسية، الانجليزية، الفرنسية..وغيرها لتخاطب المسلمين الناطقين بهذه اللغات..وتدعو غير المسلمين إلى دين الحق فنحن لا نريد برامج موجّهه فقط للمسلمين...وإنما نحتاج إلى برامج موجّهه لغير المسلمين لنشر ثقافة الإسلام الصحيحة ولتصحيح الصورة العالمية المشوّهة عن الإسلام والمسلمين. إن الإعلام في عصرنا اليوم يلعب دوراً قوياً ومؤثراً وموجّها وقنواته الفضائية متاحة لأي شخص وعلى مدار الساعة وهذه ميزة لا بد أن تستغل جيداً لخدمة الدين ومواجهة التحديات التي حوله. إننا بحاجة لقناة إسلامية واعية تخرج عن القوالب التقليدية لتقديم المادة الدينية وأصحاب الفكر والوعي الديني بعيداً عن الوجوه الإعلامية المعروفة التي أصبحت موجودة في كل قناة وإذاعة إننا بحاجة إلى أصحاب فكر وإقناع وحجة مختلفين عمن اعتدنا أن نراهم ونسمعهم إعلاميا وبلادنا الطيبة فيها الكثير من هؤلاء المعتدلين الوسطيين الذين يملكون الحجة والتأثير وأعتقد أن حضورهم الإعلامي سيكون إضافة جيدة. إن توجّهات قائد هذه البلاد حفظه الله توجّهات رائدة متميّزة تدلّ على نظرة ثاقبة وتطلّع حكيم.. ليس غريبا على قائد عوّدنا دوماً على فكره الحكيم وآماله التي بعرض الأفق... بهدف النهوض بهذه البلاد ودعم مسيرتها ومسيرة الأمة العربية والإسلامية نحو الأفضل بإذن الله.. فليت خطوات التنفيذ تكون بحجم الأحلام والطموحات.