كلُّ البلاءِ موكَّلٌ بالمنطقِ والدّهرُ أفزعني وبات مؤرقي وفواجع الأيام تنحر فرحتي لكن فجيعة جدة لم تسبق وكان كابوساً أتى لعروسنا فأحال فرحتها لبؤس مطبق وأحال نور الشمس بين ربوعها ليلا كأن ضياءها لم يشرق بالأمس كانت ترتدي حللالها في بهجة في فرحة في رونق واليوم جاؤوا بالنعوش لحملها ومشوا بها زوراً بكل تملّق واستغفلوا عين العباد بجهلهم عين الإله بصيرة لم تغلق كيف استباحوا حرمةً هتكوا بها طهراً لديك ودنّسوه لتصعقي؟ غدروا بمثلك طول عمرك ليتهم صانوا عهودك أو أتوك بموثق مصّوا دماءك منذ كنت صبية واستدرجوك إلى الهلال لتغرقي لم يرعووا يوماً ولم يتذكّروا أن الفساد غُصونُه لم تورق وعقابهم يأتي ولو طال المدى بالحق نسمو دائماً كي نرتقي وجراحُ أمسك سوف يأتي بعدها برء شفاء عاجل لا تقلقي فهواك جدة في ضلوعي ساكنٌ وإلى سواك حبيبتي لم يخفق وجمالك الأخاذ كان ولم يزل عشقاً قديماً يزدهي بتأنق أنّى رحلتُ أراك بين جوانحي في الغرب في أقصى البلاد ومشرق والبعدُ يُضنيني وقربك سلوتي وبرغم قربك لا يزال تشوقي وإذا أتى الليل الوديع بحمله أهوي لحضنٍ دافئٍ مترقرق وأُقبّل الثغرَ الجميلَ بلهفةٍ أُطفي لظى شوقي وقلبي المُرهقِ وعلى شوطئها الجميلة أرتمي فتضمّني بحنانها المتدفق وأعيشُ في أحضانها متنقلاً بين الورود وبين زهر مغدق وأراك يا عُرس المدائن كلها وجهاً جميلاً مشرقاً بتألق وسأرتوي من طيب ريقك واللّمى فالشهدُ عندك يا عروسُ بأرفقي