فقد أكد الخبير المائي وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك فيصل الدكتور محمد حامد الغامدي في تصريح «للمدينة» أن الكوارث الطبيعية التي حدثت في مدينة جدة التي أخذت نصيب الأسد منها ، والمنطقة الشرقية لحقها القليل منها يعتبر شيئا عاديا وطبيعيا وليس عذابا وتغيرا كونيا . وأضاف ان ما حدث هو احتباس نتيجة الجفاف وقلة الأمطار التي شهدتها المملكة خلال السنوات الماضية وما نزل من أمطار هو اقل من المتوقع ومن المفترض ان تكون قوة الأمطار التي نزلت وهطلت على المملكة أقوى واكبر وأكثر مما حدث حيث انه قبل 40 عاما كانت تهطل أكثر وأقوى من ذلك فقوة الأمطار في الماضي كانت تظل لساعات وفترات طويلة في هطولها وما حدث في جدة والدمام هي أخطاء بشرية ارتكبت في الفترات الماضية نتج عنها ذلك ، وأضاف ان ما حدث أيضا له تفسيرات علمية وليست غيبيات وليس ضربا من ضروب الغيب او التنجيم او الخيال فهي أخطاء نمارسها في حق البيئة وسوء تعامل في تنفيذ المشاريع وعدم الانضباط في المواصفات فجميع هذه الأخطاء تؤدي إلى هذه الكوارث . أما الشيخ الدكتور غازي بن عبدالعزيز الشمري رئيس لجنة التكافل بإمارة المنطقة الشرقية والداعية المعروف قال: في الحقيقة صعب أن تقول إن ما يحصل من كوارث هي بسبب المعاصي وصعب أن تقول انها بسبب عوامل جوية أو تغييرا كونيا فعلى سبيل المثال كارثة جدة صعب أن تقول انها كارثة طبيعية وصعب أن تقول انها بسبب معاصي الناس ، فان قلت انها بسبب معاصي الناس فاني اعرف اناسا غرقوا واستشهدوا في هذه الكارثة وهم بلباس الاحرام في طريقهم لأداء مناسك الحج وكذلك اعرف أناسا غرقوا ايضا وهم من أهل الخير ومنهم الأئمة ومنهم الخطباء والدعاة فهل من المعقول أن نقول كل من مات هو بسبب المعاصي ، لكن هذه الكوارث عموما سواء كانت فيضانات أو غرق أو براكين أو زلازل فهي عظة وعبرة وتذكير للانسان أن يعود إلى الله وان يأخذ حذره ويصحح من أخطائه وان يكون متزنا في كل أفعاله واقواله، ويجب أن يعرف الانسان أنه بين عشية وضحاها قد لا يكون على وجه الأرض سواء كانت غضبا أو كارثة . فالكارثة هذه تذكير يذكر بها الانسان سواء كانت غرقا أو زلزالا أو رياحا أو براكين أو غيرها من الكوارث التي تحدث بين الحين والآخر. وأضاف الدكتور الشيخ الشمري بقوله: نحن نعتبر ونتعظ بغض النظر إن كانت بسبب الذنوب أو بسبب التغييرات الجوية هذه كلها تقودنا نحن البشر والناس إلى أننا ضعفاء وفقراء أمام قدرة الله ! فلماذا نتكبر ولماذا نتغطرس ونتعالى على الله لماذا لا نحترم الجار ولماذا نعق الوالدين لماذا المعاصي ، وهذه في النهاية تعطينا درسا هو العظة والعبرة والرجوع إلى الله رجوعا حقيقيا وتوبة صادقة.