من يتتبع حال مجتمعنا خلال العقدين السابقين يجد ان هنالك ممارسات لكثير من المخالفات المؤسسية والمجتمعية والفردية والتي تؤكد وجود خلل جسيم في البنية الاجتماعية والمؤسسية لدينا ادت الى نشوء مثل تلك الممارسات الممقوتة دينياً واجتماعياً ولعل المؤشرات الاحصائية الموثقة واحاديث المجالس المكررة تفضح مثل تلك الممارسات وتستدعي الالتفات لها من قبل الدولة ممثلة في مؤسساتها ذات العلاقة ولعلي هنا اجدها فرصة لانتقي بعض تلك الممارسات المشينة التي يصطبغ البعض منها بالصبغة النظامية لبعض المؤسسات والبعث الاخر ينطلق من قناعات شخصية لممارسيها واقول بملء فمي وانا على يقين تام ان شريحة عظمى من هذا المجتمع تقولها مثلي عيب كبير وفاضح ان يحدث مثل هذا في مجتمع هو مهبط الوحي ومنطلق الرسالة المحمدية ورائد الدعوة الاسلامية في شتى بقاع الارض نقولها ونكرر القول: * والله عيب نقولها لمن اؤتمن على خدمة مصالح مجتمعه فجعل مصلحة نفسه فوق كل المصالح وسعى لخدمتها على حساب الاخرين وخان الامانة التي اوكلها اليه ولي الامر ومن يخن الامانة فقد ارتكب اثماً عظيماً فهلا يعود مثل هؤلاء ويحاسبوا انفسهم قبل ان يحاسبوا. * والله عيب ان تقوم ايها المسؤول الجديد باختيار بطانتك من اهلك واقربائك ومن المطبلين والمتزلفين وتنسى مبدأ الكفاءة والجدارة وان اختلفوا معك في الرأي او عارضوك في امر قد يكون هو الحق. * والله عيب نقولها ونحن نقرأ الاحصاءات الثابتة ان 70% من سكان المملكة لا يوجد لديهم سكن خاص ونحن والحمد لله بلد رزقه الله تعالى بسطة كبيرة في الارض والمال. * والله عيب نقولها ونحن نسمع الاحصاءات الدقيقة التي تشير الى ان 98% من سواحلنا البحرية الممتدة شرقاً وغرباً مملوكة لافراد او لبعض المؤسسات. * والله عيب نقولها للكثير جداً من ائمة مساجدنا هداهم الله ونحن نراهم يتجاهلون ما يحدث لهذا البلد من كوارث واهمها كارثة الامطار بمدينة جدة ولا نراهم يرفعون دعاء القنوت لهم ولجنودنا البواسل في جنوب بلادنا الحبيبة بينما نراهم في كل صلاة يكثرون الدعاء على ضحايا الحروب في افغانستان وباكستان والشيشان وقوانتانامو. * والله عيب نقولها لوزارة التربية والتعليم وهي تلت وتعجن حول مشاريع التطوير منذ ربع قرن وكل يوم نرى الوضع يزداد سوءاً ونرى البعض منهم ينبري لنا في كل مناسبة ينافح عن واقع نعلمه جميعاً ونقول لهم والله عيب ان يكون لدينا آلاف المباني المستأجرة مما لا يصلح ان يكون مقراً تعليمياً تمارس فيه كافة الانشطة ودولتنا رعاها الله تجعل لهذه المؤسسة ميزانية هي الاكثر والاعلى بين مختلف المؤسسات. * والله عيب نقولها ونحن نقرأ الاحصائيات التي تشير الى وجود اعداد كبيرة من الاطباء والفنيين والمعلمين واعضاء هيئة التدريس الجامعيين المزيفين وهم يمارسون اعمالهم ويذهب ضحاياهم الآلاف من البشر يكون منهم ضحايا القبر او ضحايا الفكر. * والله عيب نقولها ونحن نرى ان يتبوأ المراكز العليا في بعض مؤسساتنا من هم الأقل جدارة وكفاءة وتحت مظلتهم من هو الأكفأ والأجدر فأين هي المعايير المقننة واين هي الانظمة الكفيلة باعطاء كل ذي حق حقه وكل مجتهد نصيبه.