تزدحم في أيامنا هذه حوادث عدة، قديمة ومتجددة، فمنها عام هجري أطل، وأعياد مسيحية تقام، وصيام ليوم عاشوراء ومآتم تشاد حزناً على الحسين وأنا أتحدث عنا وعما حولنا حتى يتضح الأمر وتستبين الحال. وهذه إشراقات حول هذه الأيام وتلكم الأعوام. * الهجرة حدث جلل ولهذا أرّخ الصحابة به في زمن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، ومع علمهم أن الهجرة كانت في ربيع الأول إلا أنهم -رضوان الله عليهم- جعلوا من محرم بدءاً للعام لأنه يأتي بعد أداء الحج وانصراف الناس إلى أوطانهم. والتهنئة بالعام الهجري الجديد جائزة شرعاً إذ هي من قبيل العادات، وليست عيداً شرعياً. ولكن التهنئة فيه لا تلزم. * أعياد الميلاد المسيحية والتي تبدأ عادة من يوم 25 ديسمبر إلى مرور أيام من شهر يناير، هو عيد ديني عند النصارى، ولهذا يكون قداس رسمي في الكنيسة الرئيسة في روما، وتقام شعائر دينية وفق معتقدات النصارى “الباطلة”. وعلى هذا فلا يجوز للمسلم تهنئتهم بهذه الأعياد لانها من جنس دينهم ومعتقدهم وفي تهنئتهم نوع من الاعتراف بصحة معتقدهم وهذا ما لا ينبغي للمسلم اعتقاده ولا إقرار غيره عليه. بخلاف ما لو كان لهم مناسبة دنيوية محضة فالامر يختلف لعدم ارتباطه بالمعتقد، وينظر هنا للمصلحة الشرعية الناجمة عن التهنئة. * يوم عاشوراء هو العاشر من شهر الله المحرم. وهو يوم نجى الله فيه كليمه موسى بن عمران عليه وعلى نبينا السلام، فصامته اليهود، ثم صامه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وندب الى صيامه وقال “أحتسب عند الله أن يكفر به السنة الماضية”. وفي الباب أحاديث كثر تبين فضل صيامه، ويصح صيامه منفرداً، لكن الأكمل ان يصام يوم قبله لتحقق مخالفة اليهود، فإن تعذر صام يوماً بعده، وينبغي ان يعلم ان الايام كلها مخلوقة لله وهو جل وعلا يقول: «وربك يخلق ما يشاء ويختار» وقد قيل إن يوم العاشر من شهر الله المحرم هو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي ولم يثبت نقلا لكنه غير بعيد نظرًا والعلم عند الله. لما كان السبط الكريم والسيد الجليل الحسين بن علي متأسياً بهدي جده صلوات الله وسلامه عليه فقد صام ذلك اليوم، وقدر له ان يقتل شهيداً في يوم الاحد العاشر من شهر الله المحرم سنة إحدى وستين للهجرة في أرض كربلاء فلعنة الله على من قتله أو رضي بقتله او اشار بقتله، لكن لا ارتباط شرعي أبداً بين يوم عاشوراء واستشهاد هذا السبط المبارك فنصوم عاشوراء احتساباً واهتداء بهدي نبينا ونحزن ونسترجع ونصبر على استشهاد الحسين وعلى كل مصيبة أصابت المسلمين في قديم أو حديث. أسرفت الشيعة الإمامية في موقفها من استشهاد هذا السبط المبارك فتجرأوا على الله واستخفوا بأتباعهم، وكذبوا على الخلق. فمن جرأتهم على الله ما رووه من اكاذيب بسبب ذلك ومن ذلك زعمهم فيما نسبوه زوراً وبهتاناً الى علي بن الحسين أنه قال: «اتخذ الله أرض كربلاء حرماً آمناً مباركاً قبل ان يخلق الله ارض الكعبة ويتخذها حرما بأربعة وعشرين ألف عام..» واحاديث آخرى لا يمكن ان يصدقها عاقل. كقولهم: إن الله قال للكعبة «لولا تربة كربلاء ما فضلتك..» ومن استخفافهم بأتباعهم قولهم: «من زار الحسين تشوقاً اليه كتب الله له ألف حجة متقبلة وألف عمرة مبرورة وأجر ألف شهيد من شهداء بدر وأجر ألف صائم..». ومن كذبهم على الخلق ما رووه من تهم باطلة في حق اصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وليعرف كذبهم بجلاء انظر ما يقولونه أيامنا هذه عن الإمام الشيخ محمد بن عبدالوهاب وما نسبوه اليه من بغض لآل البيت عليهم السلام. وحسبك ان تعلم – فقط – ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب -رحمه الله- له من الابناء علي والحسن والحسين وله ابنة اسمها فاطمة وهي صغرى بناته. فهل يسمي أحد يبغض علياً وأهل بيته أبناءه وبناته باسم علي وأبنائه وبناته؟ لكن من تجرأ على الله واستخف بأتباعه وكذب على المباركين الأصحاب لن يجد الحرج في ذم الشيخ محمد بن عبدالوهاب.