وافق مجلس الامن الدولي أمس على فرض عقوبات على اريتريا المتهمة بالقيام بتحرك لزعزعة الاستقرار في الصومال واتخاذ موقف معاد لجارتها جيبوتي. ويحمل القرار الذي تقف وراءه اوغندا رقم 1907. ووافقت عليه 13 دولة من الدول ال15 الاعضاء في مجلس الامن. وامتنعت الصين وهي عضو دائم في مجلس الامن وتتمتع بحق النقض (الفيتو) عن التصويت. وصوتت ضده ليبيا البلد العربي الوحيد العضو غير الدائم حاليا في المجلس والتي تترأس في الوقت الحاضر الاتحاد الافريقي. ويطالب النص اريتريا التي استقلت عن اثيوبيا منذ 1993، بوقف حملتها "الرامية الى زعزعة الاستقرار او الاطاحة بشكل مباشر او غير مباشر" بالحكومة الصومالية الانتقالية، وينص على تجميد ارصدة القيادة السياسية والعسكرية في هذا البلد ويفرض عليها قيودا على السفر. الى ذلك يناشد القرار جميع اعضاء الاممالمتحدة القيام بتفتيش كامل الشحنات المتوجهة الى الصومال واريتريا من اراضيها، في حال شكت السلطات بان هذه الشحنات تحتوي على اسلحة يشملها الحظر او معدات مماثلة. ويطالب القرار ايضا اريتريا بسحب قواتها من منطقة حدودية متنازع عليها مع جيبوتي كما سبق وطالب المجلس في قراره 1862 الصادر في يناير 2009، وبدء محادثات للتوصل الى "اتفاق مقبول" من البلدين على هذه المنطقة المتنازع عليها. ويدعو القرار بصورة اشمل جميع الدول الاعضاء، وبخاصة اريتريا، الى وقف "تسليح وتدريب وتجهيز الفصائل المسلحة والتحريض على العنف والفوضى المدنية في جيبوتي"، واخيرا يدعو القرار الامين العام للامم المتحدة لرفع تقرير عن تطبيق اريتريا للقرار بعد ستة اشهر. وقد انتقد السفير الاريتري ارايا ديستا ما وصفه ب"قرار مخجل على شاكلة الاكاذيب التي اعدها النظام الاثيوبي والادارة الاميركية"، واعتبر مساعد السفير الليبي في الاممالمتحدة ابراهيم دبشي ان "العقوبات ليست افضل وسيلة لحل المشاكل" وانها قد تؤدي الى تفاقم الازمة الانسانية التي تواجهها منطقة القرن الافريقي. من جهته راى السفير الصيني زهانغ يسوي "ان على المجلس ان يتعامل بحذر مع تبني عقوبات". واكد ان هذه التدابير يجب ان لا تكون بديلا عن الجهود الدبلوماسية لحل النزاعات. وقد دعا الاتحاد الافريقي والهيئة الحكومية للتنمية (ايغاد) الصيف الماضي مجلس الامن لمعاقبة اريتريا لدعمها الاسلاميين المتطرفين في الصومال، وتضم ايغاد جيبوتي واثيوبيا وكينيا والصومال والسودان واوغندا. وتتهم الولاياتالمتحدة بانتظام اريتريا بتقديم دعم لوجستي للمتمردين في الصومال البلد الذي لم ينعم بالسلام والاستقرار منذ قرابة عشرين سنة، ويكتسي الخلاف الحدودي مع جيبوتي اهمية خاصة لان هذا البلد يؤوي قاعدة عسكرية فرنسية واخرى اميركية يتمركز فيها نحو 1200 جندي اميركي .