إختار فريق الادلة الجنائية بشرطة جدة عظام الجثث المجهولة لاخضاعها لاختبار وتحاليل ال DNA ومضاهاتها مع اختبارات ذوو مفقودي سيول جدة والذين مازالوا يبحثون عن اقاربهم المختفين في كارثة السيول. وأنهى فريق الادلة عملية جمع العينات وبدأ في اجراء اختبارات DNA بهدف كشف هوية الجثث التي تم انتشالها من مواقع البحث ومازالت مجهولة. وأوضح اللواء علي بن محمد السعدي الغامدي مدير شرطة جدة انه تم استنفار جميع العاملين بإدارة الادلة الجنائية منذ وقوع الكارثة، وفي الفترة الاخيرة بعد العثور على جثث مجهولة لم يتمكن ذووها من التعرف عليها وكذلك وجود أشلاء واطراف آدمية مجهولة، واصل فريق من الادلة الجنائية بقسم الانماط الوراثية “DNA” اعماله في اجراء اختبارات الحمض النووي للتعرف على الجثث المجهولة، وتم اخذ عينات من أسر المفقودين لاخضاعها للمقارنة ومعرفة ما اذا كان من بين الجثث أحد اقاربهم، ومن ثم إنهاء اجراءات تسليمه لذويه بعد التأكد من هويتها. من جانبه قال العقيد صالح بن زويد الغامدي مدير إدارة الادلة الجنائية : إنهم عملوا على سحب عينات قياسية من ذوي المفقودين الذين لم يعثروا بعد على اقارب لهم فقدوا في هذه الكارثة، لمقارنتها مع العينات التي تم رفعها من الجثث المجهولة والمحفوظة بثلاجة ادارة الطب الشرعي وتحديد علاقة منسوبي تلك الاسر بالجثث المجهولة.ولفت إلى انهم شكلوا لجنة بقيادة ضابط من ادارة الادلة وهو الطبيب الشرعي بالادارة تمركزت بثلاجة حفظ الجثث في إدارة الطب الشرعي لتحديد كل جثة وتصويرها ووضع علامة تميزها وترقيمها ومن ثم عرض الصور على الاسر التي تبحث عن مفقودين وبفضل الله تعرف الكثيرون على ذويهم الشهداء من خلال الصور التي أخذها فريق الادلة. 28 جثة مجهولة وبيّن الرائد دكتور خالد يوسف علي مطر الطبيب الشرعي بادارة الادلة الجنائية أن عدد الجثث المجهولة 28 جثة مابين جثث كاملة الاطراف والاجزاء وما بين اشلاء آدمية نتعامل معها على انها جثة وتم اخذ عينات قياسية منها وقال: إنهم عملوا على اجراء اختبارات حمض DNA على اجزاء من عظام الجثث المجهولة، مشيراً إلى أنه تم التأكيد على فريق الادلة بأخذ العينات من العظام خاصة وان معظم الجثث المجهولة كانت متعفنة ويصعب الحصول على نتائج حقيقة من اجزائها الاخرى، فكان العظم هو الانسب في اجراء مثل هذه الاختبارات. 24 ساعة عمل وأشار المقدم سعد العتيبي رئيس قسم الفحوص للعوامل الوراثية " DNA " بإدارة الادلة الجنائية إلى أن الفريق واصل العمل على مدار 24 ساعة للقيام بعمليات التحاليل المخبرية، لافتاً إلى انهم بدأوا عملهم منذ اللحظة الاولى للكارثة حيث تواجد عدد من الضباط والافراد بثلاجة ادارة الطب الشرعي لمعاينة كل جثة واخذ بصماتها وتصويرها، وأوضح ان اختبارات DNA تمر باربع مراحل تبدأ من قسم استخلاص العينات التي ستخضع للاختبار ثم عمليات الاختبار التي تتطلب المرور بمراحل محددة وفي اوقات محددة ايضا. 100 درجة تحت الصفر في تلك الأثناء استوقفنا سائل النتروجين الذي كان يغلي عند اخراجه من الوعاء الحافظ له وأبخرته تتصاعد بشكل كثيف، رغم أنه كان عند 100 درجة تحت الصفر، وهو يستخدم في تفتيت العظم لاخضاعه للاختبارات. وعن ذلك يقول المقدم سعد: بعد الحصول على العينة التي ستخضع للاختبار من العظم تحتاج الى تفتيت بالكامل، وبالتالي يتم وضع جزء العظم الذي تم احضاره للاختبار في وعاء اشبه بانبوبة طولها قرابة 10- 15 سم، وتوضع العظمة داخل الانبوبة التي تثبت داخل جهاز تفتيت العظم ويسكب عليها سائل النتروجين شديد البرودة حتى يغمر الانبوبة بالكامل، ويبدأ الجهاز بعملية تفتيت قطعة العظم التي ستخضع للاختبارات وتحاليل حمض DNA، وبعد عملية التفتيت يتم البدء في اجراء التحاليل باستخدام المحاليل الكيميائية وتحديد الكمية التي تم الحصول عليها من العينة وننتقل في هذه المرحلة الى مرحلة القياس وتكبير العينة ونقصد بها تكبير تحديد كمية DNA التي تم الحصول عليها من الجزء الذي اخضع للاختبارات ويستخدم في هذه المرحلة جهاز مختص لقياس كمية DNA التي استخلصت في المرحلة الاولى لمعرفة الكمية التي تم الحصول عليها بناء على قياسات معروفة ومحددة في كل مرحلة. وأشار الى انهم يواصلون عمليات الاختبارات والتحاليل على مدار 24 ساعة من خلال فرق مناوبة كون بعض التحاليل بحاجة الى اضافة محاليل كيمائية في اوقات محددة بالثانية وهو ما يتطلب وجود فريق من الادلة على مدار الساعة يعمل على اكمال اختبارات DNA.