كشف محافظ رجال ألمع محمد بن سعود المتحمي عن توجه لتحويل مهرجان العسل العسيري إلى مشروع سياحي استراتيجي ومنتج وطني ذي مردود اقتصادي وتنموي على مستوى المنطقة . وأشار إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير عازم على ذلك نظرا لما يستحقه المهرجان من أن يكون ضمن أولويات العمل السياحي في المنطقة كرافد استثماري للمهتمين بهذه المهنة ولحفز همم وعطاء مربّّي النحل وتشجيعهم على زيادة الإنتاج والاهتمام بالقواعد العلمية الصحيحة لتربية النحل وبالتالي انعكاس تلك الجهود إلى عوائد مالية مجزية للنحالين والتي سوف تسهم بإذن الله في دعم الجانب الاقتصادي للمحافظة خاصة والمنطقة على وجه العموم . وقال في حوار مع «المدينة» انه تم تجهيز أرض بمساحة 1200 متر مربع على امتداد الطريق العام بمركز الحبيل لتكون مقرا دائما للنحالين إضافة إلى العمل على إنشاء أول قرية عربية بمسمى قرية العسل والتي بُدئ في تصميم موقعها هذا العام وسوف تكون جاهزة مع بداية الموسم الثالث للمهرجان منتصف العام المقبل . اضافة الى الانتهاء من تحديد محمية للنحالين بمساحة تُقدر بأكثر ب 10 كم في أحد أهم أودية المحافظة . وأكد المتحمي إصرار الأمير فيصل بن خالد على المضي قُدما لتحقيق الاكتفاء الذاتي للمملكة من العسل المنتج محليا والعمل مستقبلا على تصدير الفائض من العسل العسيري عربيا وعالميا . منطلقا من قاعدة ان رجال ألمع أول مصدر للعسل بالغ النقاوة على مستوى المملكة والوطن العربي و باعتبار أن المحافظة ذات بيئية وطبيعة جغرافية تتميز بغطائها النباتي الكثيف وأشجارها المتنوعة ومناخها الفريد ما بين الجبل والسهل والساحل مما جعلها ودون منافس منبع العسل النقي على مستوى الوطن. وابرز المتحمي حرص أمير المنطقة على تحقيق المهرجان لرسالته الوطنية في خدمة هذه الحرفة التي يشتهر بها أبناء المنطقة وهي حرفة تربية وانتاج العسل إنتاجا وتسويقا وثقافة . منوّها إلى أن هذه التوجيهات كانت قد صدرت بعد أن تلقى سموه الكريم تقريرا مفصلا عن نشاط وفعاليات المهرجان الأول الذي فاق كل التوقعات حضورا ومشاركة وتفاعلا من مربي النحل ومنتجي العسل وإقبالا كبيرا للمواطنين والسائحين والزائرين لرجال ألمع في إجازة الربيع الباحثين عن جودة العسل العسيري واقتنائه بكميات كبيرة مما انعكس إيجابا على مربي النحل وتحقيقهم أرباحا تجاوزت المليون ريال من خلال بيع أكثر من 10 آلاف كيلو خلال فترة المهرجان الأول الذي يُقام كل عام بمركز الحبيل جنوب المقر الإداري لمحافظة رجال ألمع . محاربة الدخلاء على المهنة ومضى المتحمي يقول : انطلاقا من التوجيهات السديدة لأمير المنطقة التي تحث كافة الجهات الحكومية والقطاع الخاص على العمل سويا لتطوير هذا الإنتاج والاستفادة من كل مقومات المحافظة وبحث سبل تنميته وتطوير مهارات العاملين في تربية النحل ومحاربة الدخلاء على هذه المهنة الذين أساءوا لسمعة إنتاج وجودة العسل العسيري من خلال تقديم العسل المغشوش .. فقد تم على الفور دعوة كافة الجهات المعنية للاجتماع في بمقر المحافظة وتم تشكيل فريق عمل على مستوى في إمارة المنطقة والهيئة العامة للسياحة والآثار والشؤون الزراعية بعسير وأمانة منطقة عسير بالإضافة إلى وزارة النقل وفرع وزارة المياه وبلدية رجال ألمع والمجلس البلدي في المحافظة وتم تشكيل فريق عمل لجميع الجهات المعنية حكومية وخاصة لتنفيذ توجيهات أمير عسير . قرية للعسل ومحمية للنحّالين وحول ما تم تنفيذه على أرض الواقع للمهرجان والنحالين بين المتحمي أنه قد تم تجهيز وتنفيذ أرض بمساحة تجاوزت 1200 متر مربع على امتداد الطريق العام بمركز الحبيل لتكون مقرا دائما للنحالين إضافة إلى العمل على إنشاء أول قرية عربية بمسمى قرية العسل والتي بُدئ في تصميم موقعها هذا العام وسوف تكون جاهزة مع بداية الموسم الثالث للمهرجان منتصف العام القادم أن شاء الله حيث سوف توظف القرية لإقامة فعاليات مهرجان العسل إضافة إلى تزويدها بالعديد من المرافق الخاصة مثل المسرح وقاعات المحاضرات والندوات ومركز أبحاث متخصص على مستوى المملكة لدراسة جودة العسل النقي وفرز العسل المغشوش والإشراف على العديد من الأبحاث العلمية الخاصة بأمراض النحل وطريقة رعايتها ودراسة أنواع الأشجار التي تتغذى عليها وكيفية تنمية وتعزيز الجانب البيئي لمساعدة النحل في الحصول على البيئة المناسبة . وبيّن المتحمي أن فرع وزارة الزراعة بالمنطقة بادر بتقديم جهود كبيرة ومثمرة خلال مسيرة المهرجان الأول والثاني حيث تم تخصيص أسبوع كامل للنحالين تم خلاله إلقاء العديد من المحاضرات النظرية والعلمية بإشراف قسم نُخبة من المتخصصين في الإرشاد الزراعي تم خلالها تسليط الأضواء على دور النحال في خدمة هذه المهنة وتعريفهم بالإجراءات والقواعد الصحيحة للتعامل مع النحل وخلايا الإنتاج . وأضاف أنه قد تم أيضا الانتهاء مع وزارة الزراعة من تحديد محمية للنحالين بمساحة تُقدر بأكثر ب 10 كم في أحد أهم أودية المحافظة الذي يُعتبر من أغنى بيئة غنية جدا بالنباتات المتنوعة والهامة جدا في تغذية النحل وإنتاج العسل النقي وهو وادي ريم حيث تتولى الزراعة المحافظة على هذه البيئة واستزراع عدد من النباتات والأشجار وخاصة شجرة السدر التي تعد مصدرًا مهمًا للغاية في إنتاج عسل السدر الجيد والذي يلقى رواجا كبيرا لدى كافة المستهلكين نظرا لقيمته العلاجية والغذائية كما أن الأمير فيصل بن خالد وجّّه فرع الزراعة بالمنطقة بزرع أكثر من 10 آلاف شتلة من شجرة السدر في العديد من أودية وسهول المنطقة .. مبينا أن العمل قد بدأ فعلا في بناء هذه المحمية التي تعتبر أول محمية للنحالين على المستوى المحلي والعربي . مبينا أن هُناك تعاونا أيضا كبيرا ومؤثرا لعدد من الجهات الحكومية ومنها أمانة منطقة عسير وإدارة الطرق والنقل وبلدية المحافظة ومجلسها البلدي في تهيئة المكان المناسب وتسهيل الطرق المعبدة والمنارة والمواقف المخصصة للنحالين والزائرين وتذليل عدد من الصعوبات التي برزت في بعض المواقع مما أسهم في نجاح ووصول رسالة المهرجان لكافة الشرائح المستهدفة وفي مقدمتهم مربو النحل والزائرون من المواطنين والزوار . «السياحة» حاضرة وأضاف المتحمي : إن الهيئة العامة للسياحة والآثار العامة صاحبة مبادرة فاعلة في الإشراف والدعم للمهرجان عبر مجلس التنمية السياحية بمنطقة عسير بعد أن كان المهرجان يُنفذ بجهود ذاتية بالتعاون مع بعض رجال الأعمال المستثمرين على مستوى المنطقة . موضحا أن جهود مدير إدارة الفعاليات والمهرجان بالهيئة عبد الله عبد الملك المرشد ومدير مشروع سياحة الثقافة والتراث بالهيئة ماجد الحيزان والمتابعة الدائمة والمستمرة للمدير التنفيذي لجهاز هيئة السياحة والآثار العامة بعسير عبد الله إبراهيم آل مطاعن قد أثمر عن جهود مميزة مدلّلا على دعم وتوجّه الهيئة بمهرجان رجال ألمع للعسل الذي تحوّل إلى مسمى أكثر شمولية لأبناء المنطقة وهو مهرجان العسل العسيري وعن أهداف المهرجان مستقبلا قال المتحمي : إن هناك رؤية نعمل من خلالها بالتعاون مع كرسي وحدة أبحاث النحل بجامعة الملك سعود التي كانت صاحبة السبق في التعاون مع المهرجان الأول وحاليا من خلال تسخير خبرة الأكاديميين السعوديين لخدمة ودعم هذا المنتج ولم تبخل بتقديم العديد من المحاضرات والندوات القيمة طيلة عمل المهرجان السابق اضافة إلى جهود الجمعية التعاونية للنحالين وعدد من مراكز أبحاث النحل على مستوى وزارة الزراعة والقطاع الخاص لدعم ومساندة هذا القطاع للرقي بالمنتج وتطويره لخدمة القائمين على هذه المهن الوطنية ...وتقديم المزيد من الأبحاث والدراسات المتخصصة حول منتجات النحل وأهميتها الغذائية والطبية ودعم الاقتصاد والسياحة المردود الوطني الهام، كما ان هناك ترتيبات مع هذه الجهات للخروج بهذا المنتج إلى استخدامات أُخرى ومن ذلك تحويله إلى صناعة في المجال الصحي والغذائي والعديد من السلع الأخرى المفيدة اقتصادياً بحيث يكون المجتمع المحلي للمنطقة هو المستفيد الأول . وألمح إلى أن هناك توجّهات لمجموعة من المستثمرين لإيجاد قناة فضائية تعنى بأنشطة وبرامج منطقة عسير وغيرها . قروض للنحّالين وعن دعم وتفاعل صندوق التنمية الزراعية والضمان الاجتماعي بيّن المتحمي أن الصندوق تفاعل بشكل إيجابي من خلال الموافقة على دعم عدد من النحالين بقروض تتجاوز المليون ريال عدا ما يمنحه الصندوق من سيارات مخصصة لنقل النحل من موقع لآخر أثناء اختلاف المواسم ما بين الجبال والسهول والسواحل وفيما يخص الضمان الاجتماعي فقد ساهمت وكالة وزارة الشؤون الاجتماعية للضمان الاجتماعي ولا زالت في تبنّي وتقديم عدد من القروض المالية للذين لا يعملون إلا في هذه المهنة وقد استفاد معظم النحالين من رجال ألمع وأهالي عسير من هذه القروض التي تجاوزت الملايين، واستفاد أكثر من 300 نحال على مستوى المنطقة من هذه المميزات الجديدة في الدعم وقد تجاوز مبلغ الدعم أكثر من مليوني ريال خلال العام الماضي اضافة الى الدور الفاعل والمؤثر لمؤسسة جمعية الملك خالد الخيرية التي تُعد من أهم وأبرز الجمعيات الخيرية السعودية في دعم وتشجيع مربي النحل مشيرا إلى أن المؤسسة التي تعمل وفق الرؤية التي أكدها أمير عسير نائب رئيس مجلس أمناء المؤسسة المتمثلة في العمل وفق إستراتيجية واضحة تهدف إلى النهوض بالعمل التنموي الخيري على أسس علمية، وعلى دعم وتحفيز مشاركة المجتمع المحلي في البرامج التنموية المقدمة لهم، وكذلك دعم المشاريع التي تساهم في رفع مستوى أداء الجمعيات الخيرية وتدريب العاملين فيها .. يدعو إلى مزيدا من التفاؤل والخير في حرص سموه على إسهامها في تبني ودعم مربي النحل في المنطقة لا سيما وأن للمؤسسة العديد من المبادرات والدعم الخيري الكبير للعديد من المشروعات التنمية والحضارية ومنها دعم النحالين في الباحة وغير ذلك من مشاريعها الخيرية ونحن على ثقة كبيرة من مبادرة سموه غير المستغربة عليه فقد لمس أبناء عسير الأيادي البيضاء والدعم غير المحدود لسموه الكريم على مستوى الجمعيات والأعمال الخيرية وحتى على مستوى الأفراد.