* الله أكبر ما أعظمك يا سيدي وأنت تُقبّل في حنان أبوي عفوي رأس ابن من أبنائك البواسل، من الذين وضعوا أرواحهم على أكفهم، وجعلوا من صدورهم دروعاً لحماية الوطن من العصابة المعتدية على حرمته في أرض الجنوب. * الله ما أعظمك وأنت بهكذا فعل تؤكد أنك من الرجال الشم والنفوس الأبية، وذوي السجايا الرفيعة. فأنت يا سيدي وطوال تاريخك الحافل ومعرفتنا في هذا الوطن الطاهر بك رمزٌ للعطاء وعنوانٌ للوفاء ومنارةٌ للسخاء دون منّةٍ أو تفضُّلٍ فأنت هكذا خلقت سلطانًا في كل شيء في اسمك وسجاياك وخصالك. * يا سيدي أبا خالد: اليوم والوطن فرح بعودتك سالماً معافى بقدر حبك وعطائك ووفائك له ولأبنائه، فهو وكل أبنائه مبتهج وسعيد بك فوق ترابه الطاهر، وبين أبنائه وأنت في رفعتك وهامتك حين تقبّل رأس أحد أبنائك من رجال القوات المسلحة ومن بواسل وأبطال الوطن إنما ترفع قدرنا وقدر الوطن. * الأوطان يا سيدي لا تُعرف سوى في الشدائد. ونحن في وطننا الكريم والحنون هذا ألمّت بنا خطوب في جدة والجنوب. فصحيح أيُّها الأمير أن ما حدث في جدة كارثة طبيعية تحدث في أماكن أخرى من العالم، ولكن الأصح أن عدم تقدير المسؤولية، وأن الذهنية المتغطرسة التي تناوبت على بعض أجهزتها تسببت في كل هذا الدمار والقتل. ولأنك أيُّها العظيم تطمئننا في أولى لحظات وصولك إلى أرض الوطن «بأنه لن يهدأ بال لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله حتى يجد الحل النهائي للكارثة»، فهذا ورب الكعبة أدخل الطمأنينة على نفوس المنكوبين والمصابين. * كما أن حرمة هذا الوطن الطاهر تعرّضت للتدنيس من شرذمة مأجورة وعصابة باعت نفسها لقوى إقليمية ضالة، وظنت أنها بهكذا فعل تهز استقرارنا وأمننا، وما علمتْ أن رجال سلطان وقواته الباسلة وسلاحهم عالي الكفاءة قادرون بعون الله وتوفيقه على ردع المعتدين، وقطع دابرهم، وهو ما تشهده أرض الجنوب. * يا سيدي إن هذا الوطن بكل رجاله ونسائه وشيوخه وشبابه وأطفاله عندما يرونك وأنت في قمة مجدك ورفعتك تقبّل رأس أحدهم كما في زيارتك لمصابي معارك الجنوب، فهم يعلمون أن كل واحد منهم له ذات المكانة وذات القيمة في نفسكم الأبية. فأنتم مَن أنتم في المجد والعز، ومعكم تسير ركبان السؤدد والشرف والعطاء. * نحن وأنت بعيد، كنا يا سيدي نئن لألمكم، وندعو المولى العزيز القدير أن يمُنَّ علينا ويتفضّل ويلطف بنا بشفائك وإعادتك إلى قلوب أحبتك ونفوس تسكنها بطيب خاطر وبرضا هانئ، وعندما عدت عادت لنا البسمة، وعلت وجوهنا البهجة، فأبيت كعادتك وكما عرفناك أن تتركنا هكذا نحمل مشاعرنا لذواتنا، فكنت في زيارتك للمصابين وتقبيلك لرأس الجندي تُرسّخ معنى الحب والولاء والوفاء الذي عرفناه في أرضنا هذه من قيادتنا وولاة أمرنا. * يا سيدي سلطان أنت في تقبيلك لرأس الجندي تقول لنا جميعاً وبدون استثناء: كم نحن قريبون منك، ومن قلبك الكبير، ومن نفسك الأبية، وأن عطاءك لا حدود له في كل شيء حتى المشاعر الإنسانية التي لا يعرف قيمتها سوى مَن مَلك ذاتاً بمثل ذاتك وفي قامتك الرفيعة. * يا سيدي مرة أخرى أهلاً بك فقد أبهجتنا، ومرحباً بك فقد عادت لنا الروح، ومرحباً بك بين أهلك وربعك الذين أحببتهم فأحبوك، والذين أكرمتهم فأنزلوك في مكانة عزيزة في قلوبنا، والذين قدّرتهم فوضعوك فوق رؤوسهم.. فدمتم سالماً رعاك الله.