(إنا كل شيء خلقناه بقدر) ( وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر) بهاتين الآيتين افتتح حديثي عن ما شهدته مدينتا الحبيبة(جدة) من فيضانات لسيول عارمة اجتاحت الجهة الشرقية منها وكان لها ما شاهده الجميع من الأثر الكبير من الخسائر البشرية والمادية(إنا لله وإنا إليه راجعون) تقبل الله شهداءنا ورحم موتانا. أما الوقفات فاليكم هي: الاولى:كل ما يجري في هذا الكون هو بتدبير عز وجل ولا يجري الا ما اراد سبحانه(ما اصاب من مصيبة في الارض ولا في انفسكم الا في كتاب من قبل ان نبرأها) فعلى من فقد شهيداً او فقد شيئاً من عرض الدنيا ان يصبر ويحتسب وان يتذكر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه لأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها(اللهم اخلفني في مصيبتي واجرني خيراً منها). الثانية:اين سيذهب من كان سبباً في هذا الامر باهماله وتهاونه وتفريطه وغشه لعباد الله، او أكله اموالاً بالباطل فكل شيء محسوب وان خفي عن أعين الناس فلن يخفى عن رب الناس فليحاسب نفسه وليتذكر انه كل ما فقد من ارواح وممتلكات سيكون عليه وزر منها. الثالثة:عطف ولين وشفقة ورحمه وقوة في الحق هذا ما رأينا في قرار خادم الحرمين الشريفين حفظه الله ورعاه وسدد خطاه عطف بالتعويضات ولين لابنائه الذين فقدوا شيئاً من الارواح والممتلكات وشفقة بهم من خلال الكلمات التي تضمنها خطابه وقوة في الحق في محاسبة المقصرين ومعاقبة المتهاونين بتشكيل اللجنة العليا لتقصي الحقائق في هذا الامر جزاه الله عنا خيراً. الرابعة:ليدرك كل مسؤول في هذه البلاد انه في مهمة عظيمة وأمانة جسيمة وليس المناصب تشريفاً بل هي تكليف فليحاسب نفسه وليكن قوياً في الحق ولا يخشى الا الله في عمله وليعلم ان الحساب الاخروي اشد وابقى من الحساب الدنيوي. ( من يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره). حفظ الله بلادنا من كل سوء ومكروه ورحم الله شهداءنا واخلف الله على كل من قدر الله عليه مصيبة بخير منها.