افرزت كارثة جدة بوضوح تام الوجه الحقيقي للعمل التطوعي في المملكة الذي بات حقيقة مؤكدة لها دور بارز في المواقف الصعبة . وعزز هذا التوجه الشامل نحو التطوع لإغاثة الملهوفين ومساعدتهم من جهة اخرى خيرية الامة التي اكد عليها المصطفى صلى الله عليه وسلم . فمع بروز الكارثة منذ الثامن من ذي الحجة تقاطر العشرات من مختلف المناطق كبارا وصغارا ليساهموا في خدمة الاحياء المتضررة بجدة سواء بجمع التبرعات او الاسهام الفاعل في التسكين وازالة الاضرار التي لحقت بالاحياء . واذا كانت هذه الازمة كشفت بجلاء عن القيم النبيلة التي يحملها الشباب السعودي فأنها ابرزت اهمية العمل التطوعي انطلاقا من الحديث النبوي الشريف «المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا» . ولعل هذه الكارثة وقد اظهرت هذا الوجه الحسن لشبابنا في مجال العمل الخيري تكون بداية قوية لاثراء اعمال التطوع وتشكيل لجان للازمات في مختلف المدن تكون مهامها التحرك على المستوى الشعبي لدعم اعمال الدولة عند اية كوارث لا قدر الله . لقد نسف شبابنا ما تردد لسنوات بين بعض الاكاديميين عن غياب العمل التطوعي في المملكة، وإن تبقى حتى تكتمل الصورة ضرورة ان يتحرك القطاع الخاص بجميع مؤسساته لتجذير التطوع وقيم المسؤولية الاجتماعية .