سار عشرات الآلاف من الايطاليين في شوارع روما امس وهم يهتفون "استقل استقل" مطالبين بتنحي رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني الذي يتهمونه بالفساد عن منصبه. ونظم المظاهرة منظمات شعبية من جميع انحاء البلاد وجهت نداءات للايطاليين عبر الانترنت ومواقع الشبكات الاجتماعية للتدفق على روما للمشاركة، وهتف المتظاهرون في صوت متآلف قائلين "عندي حلم ..برلسكوني في السجن" اثناء سيرهم عدة كيلومترات من محطة القطار الرئيسية بالعاصمة الى ميدان قبالة كنيسة القديس يوحنا. وضم الحشد الذي قدرته الشرطة بنحو 90 ألف شخص لكن المنظمين قالوا إنه اكبر من ذلك ممثلين وكتاب منهم داريو فو الفائز بجائزة نوبل في الادب. وقال انطونيو دي بيترو وهو قاضي تحقيق سابق في قضايا الكسب غير المشروع والذي يرأس حزب ايطاليا القيم المعارض "هذا يوم للديمقراطية..يوم يوضح ان بامكان الدولة ان تتحد لبناء بديل والاهم من ذلك ان تطالب برلسكوني بالرحيل." وقال دي بيترو "هناك اناس من جميع انحاء البلاد هنا وحتى من الخارج ويحملون رسالة واحدة..برلسكوني يجب ان يرحل!. برلسكوني يجب ان يعامل مثل اي مواطن اخر. يجب ان يواجه المحاكمة." ويواجه برلسكوني عدة محاكمات بالفساد بعد ان فقد الحصانة من المحاكمة في اكتوبر عندما اقرت اعلى محكمة في ايطاليا بعدم دستورية قانون اقرتها حكومته، وكان ذلك القانون واحد من عدة قوانين قال منتقدو برلسكوني انها أقرت لمساعدته في تجنب محاكمات بتهمة الفساد. ويتهم برلسكوني في احدى القضايا بدفع رشوة للمحامي البريطاني ديفيد ميلز بملغ 600 ألف دولار عام 1997 من صناديق سرية تسيطر عليها امبراطورية ميدياست الإعلامية التي تملكها عائلة برلسكوني لحجب تفاصيل معاملات تجارية تنطوي على مخالفات. ووصف برلسكوني الذي ينفي جميع الاتهامات الموجهة ضده المعارضة بانهم "شيوعيون" يستحيل التحاور معهم واتهم القضاة بانهم يساريون يهدفون الى تدميره.