وصف عدد من سكان جدة وضعهم «بالمأساوي» وقالوا إن العشرات من سكانها هجروا منازلهم وسط انتشار كثيف للنفايات والأوبئة واختلاط مياه الشرب بمياة الصرف الصحي مطالبين الجهات المعنية بفتح ملفات مشاريع الصيانة الدورية لتلك الاحياء والتي فضحتها الانهيارات الارضية وانفجار أنابيب الصرف مما حول الشوارع في تلك الاحياء الى مستنقعات للصرف الصحي وحصر السكان الذين لم يستطيعوا إخلاءها في منازلهم اضافة الى محاصرة تلك المياة الملوثة للمدارس والمساجد. وبحسب مواطنين في تلك الاحياء التقتهم «المدينة» فإن أمانة جدة لم تتحرك نهائيًا لسحب المياه التي خلفتها السيول في تلك الاحياء ولم تقم بدورها في تأمين شبكة الصرف الصحي الأمر الذي أدى الى اختلاط هذه المياه مع مياه الشرب ودخولها الى الخزانات المنخفضة في الكثير من العمائر. التدخل لا التسويف حسين القحطاني وعدد من أقاربه حاولوا منذ ثلاثة ايام الاتصال على تليفون الامانة 905 ولم يجبهم احد نهائيا على ذلك الرقم مؤكدين ان الوضع اصبح يهدد النساء والاطفال وكبار السن المحاصرين في تلك المنازل بالاوبئة والامراض بعد ان اختلطت المياه مع مياه الصرف الصحي وأدت الى انتشار روائح كريهة لا يمكن تخيلها وسط احياء الكيلو 7 و8 والاحياء الواقعة على امتداد طريق مكة - جدة القديم إضافة الى انتشار كميات كبيرة من النفايات التي خلفها سيل الاربعاء واضطرار المواطنين الى رمي النفايات في الشوارع لعدم وجود الحاويات. واضاف المواطنون ان الوضع الحالي يحتاج الى تدخل عاجل وليس تسويف كما يفعل مندوبو الامانة الذين تم الاتصال عليهم بعد محاولات مضنية على حد قول القحطاني الذي اكد انه استطاع الحصول على رقم مسؤول في الامانة ووعده بإرسال صهاريج الشفط ومعالجة المشكلة الا ان الثلاثة ايام الماضية لم تشهد اي مصداقية لهذا المسؤول وسط استياء عام من إهمال الامانة لهذه الاحياء التي يقطنها عدد كبير من المواطنين والمقيمين. القوارض والأوبئة أحمد الحربي احد سكان الكيلو 7 قال إن العديد من المواطنين تركوا منازلهم وتوجهوا إلى الدفاع المدني الذي سارع لتوفير شقق بديلة لهم في شمال جدة ولكن العدد الاكبر من المواطنين لم يستطيعوا ترك منازلهم والحصول على شقق بديلة مشيرا الى ان تلك الاحياء غير ملائمة نهائيا للسكن الادمي وسط انتشار الاوبئة والقوارض والروائح الكريهة مشيرا الى ان القوارض «والفئران» بدأت في الانتشار بشكل «مخيف» ودخلت الى منازل المواطنين حتى ان العديد من النساء وكبار السن الذين يعانون من امراض صدرية تفاقمت حالتهم وتم نقلهم الى المستشفيات القريبة والمراكز الصحية لتلقي العلاج والاسعافات الطبية. التحرك للشفط مواطنون طالبوا امانة جدة بضرورة التحرك لشفط وسحب المياه الاسنة ومعالجة الخلل الذي أدى الى اختلاطها مع مياة الصرف الصحي من خلال تأمين الانابيب مؤكدين ان تنوع الاختصاصات بين الامانة والشركة الوطنية للمياه في معالجة وضع الصرف الصحي اصبح شماعة لمسؤولي الامانة بعبارتهم الشهيرة «الصرف الصحي ليس من اختصاصنا» مطالبين بتكثيف عمليات الرش والشفط في الاحياء التي وصفوها «بالمنسية» وعدم التركيز فقط على الاحياء التي يتواجد بها مسؤولون او تخضع للمراقبة الاعلامية.