تواصلاً مع حديث الأمس نقول: إن ممّا يبيّن ضلال مذهب الحوثيين: ما قاله الهالك حسين الحوثي: (إن السنّي مستعد أن تتحطم الدنيا كلها، ولا يتخلّى عن أبي بكر وعمر). وتبرز حماقته بقوله: (من الحماقة أن نرتبط (نحن الزيدية)، والمتخذين من الشيعة الإمامية بهؤلاء السنّة أو نفكر مجرد تفكير أن بالإمكان التوحد معهم)، وهذا تأييد لما قلته في بداية هذا المقالة! ويقول في سبيل إثارة العداء: (إن الإمام علي، وإن كان قد مات منذ 1400 سنة، فإن واقعنا مرتبط به، وما زال الحال مرتبطًا بولايته.. ونحن الشيعة يجب أن نعي ونفهم قبل غيرنا، ويجب أن لا نسمح لقلوبنا أن يتدخل إليها ذرة من ولاء للذين هدموا صرح هذه الأمة -ويقصدون بهؤلاء أهل السنّة-. وأخيرًا يجب أن يعرف القارئ الكريم أن فرقة الجارودية من الزيدية الذين يمثلهم حاليًّا الحوثيون مع مذهب حكام إيران يجتمعان على سب الصحابة، وعقيدة الإمامة، وكلاهما يضمر العداء الشديد لأهل السنة. والحوثيون: حركة شيعية متمردة من الطائفة الزيدية -كما قلنا- كانت تُسمّى قبل التمرد ب(حركة الشباب المؤمن)، أسسها حسين بدر الدين الحوثي قبل 2003م في شمال صعدة باليمن، وقامت على مبدأ (العداء لأعداء الله، وأعداء الإسلام)، وهم أهل السنة في نظرهم، وخاضت معها السلطات اليمنية حروبًا عدة بهدف القضاء عليها والحوثيون اليوم لا يلتصقون بالرفض الصفوي عقديًّا وفكريًّا فحسب، بل إن أسلحتهم وتمويلهم جميعًا ذات مصدر إيراني محض. وهم لم يخفوا ضغائنهم على أهل السنة والجماعة من خلال نعتهم بالوهابية. إن الخطر الحوثي الماثل اليوم في اليمن بقوة مسلّحة ومدربة، ذات صفة فارسية صفوية لا تهدد اليمن فقط، بل إنه في المحطة الأخيرة يستهدف بلادنا -حرسها الله- التي يعدها دهاقنة (قم) الصخرة التي تعترض مشروعهم المجوسي الصفوي. فهل يعي الجميع -ساسة، وعلماء، وقادة رأي وفكر- عظم خطر هذا العدو المتربص بهذه البلاد -حماها الله-؟ والخلاصة التي أريد أن أصل لها هي أن الحركة الحوثية هي حركة شيعية تنهج مذهب حكام إيران، ذات أطماع سياسية تعتبر أداة طيّعة لدولة إيران الفارسية التي تتطلع إلى اتساع رقعتها الفارسية الصفوية، وهذه الحركة تلقى الدعم اللوجستي والفكري والسياسي والمادي من إيران، وهذه حقائق ماثلة، فبحسب القناة الروسية (روسيا اليوم) فقد أُطلق اسم الزعيم الروحي الراحل للمتمردين الحوثيين حسين بدر الدين الحوثي على أحد الشوارع الرئيسة في طهران، كذلك الزيارة التي قام بها قائد الحرس الإيراني لليمن، والتقائه سرًّا بزعيم الحوثيين في جبال صعدة عندما كان ملحقًا عسكريًّا في سفارة بلاده في صنعاء، ويجب التنبّه والحذر من نشوء طوابير هنا وهناك تنتظر الفرصة لتغتنمها، ويجب أن يكون المجتمع بكافة شرائحه وأطيافه متماسكًا ملتفًا حول قيادته وعلمائه الثقات، وعدم الالتفات إلى ما تتناقله وسائل الإعلام المغرضة، وخير وسيلة للحيلولة دون اغتنام العدو للفرص هو تجنّب ذلك التراشق الإعلامي بين فئات المجتمع والاتهامات المتبادلة التي للأسف زادت رقعتها في صحفنا اليومية، كالتأليب على البعض، أو تصنيف البعض ممّا يكون سببًا في نشوء الاختلافات المؤدية إلى الشحناء والبغضاء بين أطياف المتجمع، ويسهل اختراق العدو الذي تمثله إيران الصفوية، والحوثيون أتباع أحفاد عبدالله بن سبأ رأس النفاق، الذين قلبوا ظهر المجن على دولتهم. [email protected] (*) مستشار وزير الثقافة والإعلام