تواعدت العروس (جدة) مع فاجعة «سيول الأربعاء»، إذ شهدت «عجوز» البحر الأحمر عدة أزمات عبر العصور مع هطول كميات كبيرة من الأمطار، فمنذ عام 1399ه أي ما يزيد على ثلاثة عقود من الزمن، تنتظر جدة موعدها مع الإعصار، دون أن تتأهب لمقابلته وتعاني من مشاكل المياه وتصريف السيول. وتكرر السيناريو اليوم بكم أكبر ليكشر عن أنيابه ويزهق أرواح فاقة المائة نفس غرقا دون ذنب أو سابق إنذار، وفضحت السيول طرق ردم الحفريات الخاصة بالمشاريع الخدمية في شوارعها الرئيسية، وهشاشة طبقة الأسفلت. ورغم أن السيول لم تستغرق وقتًا طويلاً حتى تعرّت وانكشفت سوء التنفيذ لمشاريع تصريف مياه الأمطار، والتي بلغت عقودها أكثر من ملياري ريال، وبهطول كمية من الأمطار للتتحول جدة لبحيرات سبخة وطينية داكنة وسوداء.