باتوا علامة من علامات الحج البارزة في كل عام، حيث يفضلون الافتراش بعيداً في جبال منى لأسباب متعددة، يأتي في صدارتها الإصرار على منع الافتراش في طرق الخدمات. يقول محمد سليمان الفيفي 75 عاماً القادم من جبال فيفا انه يعشق الجبال واعتاد عليها وعاش وترعرع فيها منذ ولادته.. مضيفاً انه قام بأداء فريضة الحج عشر مرات تقريباً لم يسكن فيها بطن مشعر منى إطلاقاً ولعل طبيعة فيفا الجبلية لها أثر في ذلك. أما علي محمد القحطاني البالغ من العمر 33 عاماً فيقول قدمت إلى مشعر منى كي استأجر في بعض الحملات ولكن فوجئت بأسعارها الخيالية التي وصلت 12 الف ريال مقابل السكن لمدة اربعة أيام واصفاً ذلك بأنه أمر لا يعقل وأنه لذلك فضّل الصعود إلى أحد جبال منى. أما سعيد القرني فقال إن سعر المخيمات التي تبعد ثلاثة كيلومترات تقريباً عن جسر الجمرات بدأت من 3000 - 5000 ريال مفضلاً ان يشتري خيمة صغيرة كلفته من المال الشيء القليل وينصبها في احد الجبال القريبة من جسر الجمرات، مبيناً ان رجال الامن منعوه من الجلوس والنوم بالقرب من جسر الجمرات أو حتى في اماكن مختلفة في منى. ويقول محمد دياز باكستاني الجنسية انه تعرض إلى خداع واحتيال بعض الحملات الوهمية مؤكداً انه دفع مبلغ 9000 ريال له ولأسرته المكونة من 6 أشخاص مقابل تأمين سكن يأويهم في مشعر منى وعند وصوله للمشعر فوجئ بعدم وجود الحملة ولا المخيمات التي وعدوه بتأمينها وحاول الاتصال بالاشخاص الذين دفع لهم المبلغ ولم يستطع الوصول اليهم لان هواتفهم النقالة كانت مغلقة ومن اجل المحافظة على سلامته وسلامة أسرته قرر عدم الافتراش والهرب من الازدحام الشديد في مشعر منى إلى جبالها. حج بلا تصريح الكثير من أصحاب المخيمات الصغيرة في أعالي جبال منى اعترفوا بأن سرّ تواجدهم هناك هو عدم حملهم تصاريح للحج معللين ذلك بأنهم من اهل مكةالمكرمة وان النظام لا يشملهم على حد تعبيرهم ولخوفهم من ان يطلب منهم ابراز تصاريح الحج قرروا الهروب إلى اهالي الجبال مثلما ذكر لنا الحاج صالح اللحياني 44 عاماً. وأضاف يوسف القرشي ان حجه بدون تصريح هو السبب فيما يعانيه موضحاً أن الصعود إلى الجبال والنوم بها تحت الامطار يعد خطراً كبيراً يعرض حياته وحياة غيره للخطر وأضاف ان رجال الامن منعوه أن ينصب خيمته الصغيرة فوق أحد الارصفة في مشعر منى!!.