في أغلب بلدان العالم الأول يتم التنبؤ بوقوع الكوارث الطبيعية قبل وقوعها من خلال الجهات المختصة بذلك ، حينها يتم التأهب والاستعداد جيدا لمواجهة هذه الكوارث للخروج بأقل الأضرار ، والمحافظة على أرواح الناس وممتلكاتهم ، ولكن في بلداننا العربية المتخلفة عن ركب الحضارة لايحدث هذا إطلاقا ، وإنما ننتظر إلى أن تحدث الكارثة وتفعل ماتفعل ، ثم بعد ذلك يتم البحث ببطء شديد وبلا مبالاة متناهية عن حلول لهذه المشكلة ، وإلى أن تحصل كارثة أخرى تجدهم مكانك سر ، وماحصل في مدينة جدة وسيحصل لهو خير دليل على ذلك ، حيث تقول هيئة الأرصاد أنها تنبأت بوقوع الكارثة قبل حصولها ! وماذا نفعل بتنبوئها فهي لم تفعل شيئا ، لا أذكر أنني قرأت تحذيرا في أحدى الصحف ، أو سمعت شيئا في محطات التلفزة أو الإذاعة عن هذا التنبؤ قبل حدوث الكارثة ، بل بقيت ساكنة صامتة إلى أن حدث ماحدث لتتحفنا بعدها بتنبوئها الذي لا أعلم أين يتم صرفه ! وقد أدى هذا الإهمال إلى سقوط عشرات الأبرياء الذين وصل عددهم لحين كتابتي لهذه الأسطر إلى 77 حالة وفاة ، وهي ليست قابلة للزيادة - كما يقولون - إنما هي قابلة للتضاعف عشرات بل مئات المرات مالم يتم وضع حلول جذرية تستأصل المشكلة من جذورها . ومن الحديث عن التنبؤ بالكوارث الطبيعية والإهمال نتجاوز لما هو أمر وأعظم فقد كشفت هذه الأمطار النادرة الحدوث عن شرخ كبير في البنية التحتية لشوارع مدينة جدة ، فبمجرد هطول أمطار حتى لو كانت يسيرة تجد الشوارع أحيلت إلى أنهار وبحار ، في حين أنك تجد كثيرا من المدن الأوروبية والآسيوية تهطل عليها الأمطار يوميا ، ومع ذلك تجد شوارعها دائما جافة ؛ لذلك علينا أن نحمد الله كثيرا أن الأمطار نادرة الحدوث في بلدنا وإلا لاختفت مدننا من اليابسة وأصبحت مدنا عائمة تحت الماء . فإلى متى هذا الإهمال والتهاون بأرواح الناس ؟ وأين تذهب مليارات الريالات التي تخصصها الدولة لتطوير البنى التحتية ؟ من يجيب ؟ نورة أنمار كنبوش - مكة المكرمة