قال الضَمِير المُتَكَلِّم (رحمه الله): أعرف أَكْثَرتُ من الحديث عن أمطار جدّة؛ ولكنها الكارثة وتَبِعاتها وتناقضات المسؤولين عنها. ففي تصريح نشرته (المدينة) أمسِ السبت أكد وزير النقل: أن جدّة غرقت لأن بعض الأحياء والمخططات قَامَت على مجرى السيول والأودية، ورفض معاليه تحميل المسؤولية لجهة ما، مشيرًا إلى أن (معالجة الوضع الحالي هو الهدف الأهم دون التطرق لمن يتحمّل المسؤولية). وقبله أمانة جدة ألقت اللوم على كمية المطر التي تجاوزت حَسب زعمها “72.5” مليمتر، وهي كمية كبيرة حتى على شبكات التصريف العالمية التي لا تتجاوز طاقتها (26) مليمترًا. والأرصاد من جهتها لا تعليق، والدفاع المدني لا جديد!! وحتى لا تُسجّلُ القضية ضِد مجهول. دعونا نبحث عن المسؤول؛ فقد يكون المواطن لأنه لا يُجيد السباحة على الظهر أو فَرَاشَة! أو السيد المواطن؛ لأنه رفض المنزل الذي منحته إيّاه البلدية في حيّ راقٍ آمِن، وفَضّل عليه الأحياء العشوائية! وربما الجاني الشركة الصغيرة بإمكانياتها المحدودة التي نفذت المشروع من الباطن، ونفذته (أي كلام يا عبدالسلام)؛ لأنه لم يتبقَ لها من ميزانية المشروع التي تقدّر بالمليارات إلاَّ الفُتَات، بعد أن تقاسمه الهوامير إيّاهم أصحاب الشركات الكبرى التي فازت بالعطاء! أو لعل المتهم (سِيْبِويه وجماعته من علماء النحو؛ لأنهم صنعوا باب الممنوع من الصّرف، والمسؤولون أغلقوه على جدّة وأهلها! وقد يكون الفَاعِل (جَدة نفسها)؛ لأنها تريد أن تكون غير فهي تغرق في شِبْر ماء! وربما المتّهم المواطن؛ لأنه صلّى صلاة الاستسقاء، ورفع يديه للسماء طلبًا للماء! عزيزي القارئ: برأيك مَن الفَاعِل؟ أنا أقول: واأسَفَاه تَفَرّق دَمُ جدّة بين القبائل.. ألقاكم بخير، والضمائر متكلّمة. فاكس : 048427595 [email protected]