لم يكن يدور في ذهن عبده (و) القادم من إحدى الدول العربية انه سيكون تحت نظر العيون الساهرة على حفظ الامن وتأمين الحجاج في المشاعر المقدسة.. جاء إلى أطهر البقاع ليس بقصد الحج وإنما بهدف (النشل) وسرقة ما تصل إليه يداه من جيوب ومتعلقات حجاج بيت الله.. لكن كانت المفاجأة أن تابعته عيون الأمن من رجال المباحث والتحري المنتشرين في كل شبر في المشاعر حتى ألقت القبض عليه بجرمه في اعظم الايام يوم عرفة!!. (المدينة) حضرت لحظات القبض على (عبده) ومجريات التحقيق معه والتي اتضح من خلالها انه دخل إلى المملكة بطريقة غير نظامية وجاء إلى المشاعر بقصد (النشل) وبعد اعترافاته امام المحقق تم احالة ملفه كاملاً إلى المحكمة الميدانية الموجودة في نفس الموقع خلال ساعة وعرض ملفه على الشيخ الدكتور محمد بن محمد حجر قاضي محكمة التمييز والقاضي المكلف في المشاعر المقدسة والذي بدأ الجلسة بمطالعة ملف القضية وتفحصه ومن ثم سأل المتهم (عبده) عن ما ورد في محضر التحقيق قائلاً: لماذا حضرت إلى المشاعر بهذه النية السيئة هل تريد النشل فعلاً؟! أجابه عبده: جئت للحج ولكنني لم اقصد السرقة بحد ذاتها ولكن هذا ما حدث. سأله الشيخ ولماذا دخلت إلى البلاد بطريقة غير نظامية ألا تعلم بأن ذلك يعرضك للعقوبة؟ أجابه عبده: لم أعلم عن العقوبة..! سأله الشيخ: أتريد أن تقول شيئاً أو توضح أمراً آخر؟ أجابه عبده: لا... عندها أصدر فضيلته حكمه على (عبده) بعدم ثبوت السرقة عليه مع احالته إلى الجهة المختصة للنظر في عقوبة دخول البلاد بطريقة غير نظامية. (عبده) وإن لم تثبت عليه بالدليل تهمة (النشل) الا انه جعل جميع حجاج بيت الله الحرام يثقون بقدرة ويقظة رجال الأمن ومتابعتهم الدائمة