لم يجد الحاج محمد علي 70 عاماً أمامه سوى كيس من البلاستيك النايلون ليحمي به نفسه وابنه من الامطار الغزيرة التي هطلت على منى أمس.. كان يتحرك بصعوبة بالغة اثناء الامطار باحثاً عن موقع يحتمي به من الأمطار. يقول العم محمد: بصعوبة بالغة (اتمنى ان تتوقف الامطار سريعاً لان صحتي لا تحتمل هذا الوضع) لكن يبدو انني الذي أخطأت يا بني باصراري على الحج بدون تصريح.. قالها بألم وقد بدت المعاناة واضحة على وجهه. لكن الحاج عبدالله محمد 60 عاماً بدا مقاوماً للمطر عندما اقتربت منه كان من السهل عليّ ان استمع إلى اسنانه وهي تصطك ببعضها البعض من فرط الشعور بالبرد. ولم يتركني حتى اسأله وقال لو كنت اعلم بهطول هذه الامطار لكنت توجهت إلى احدى مؤسسات حجاج الداخل من اجل الحج فالمبلغ ليس كبيراً كما نشر في الصحف. تركت عبدالله ورأيت من بعيد.. إنه شاب في منتصف العمر يحاول شد أزر والدته التي يزيد عمرها عن السبعين عاماً وقد سقطت عدة مرات على الارض، ولحيائها كانت السيدة الطاعنة في السن تحاول الارتقاء من السقوط بسرعة كبيرة حتى لا يراها أحد. اقتربت منه فقال انه يحج للمرة الاولى مع والدته التي اصرت على أداء الفريضة رغم كبر سنها مرجعاً التأخير إلى ضيق ذات اليد لسنوات عديدة.