فتح عينيه على سمعة وصيت وشهرة والده «المعلم» التي وصلت إلى كافة الأطراف الإقليمية من القدس حيث أنهى فيها آنذاك قبل سنوات قليلة أعمال ترميم المسجد الأقصى، ثم تشرفه بإنهاء المرحلة الأولى من التطوير الضخم الذي كلفته به الحكومة السعودية في الحرم المكي والحرم النبوي الشريف ، وأصبح منذ أن انطلق لقب «المعلم» يعرف ان المقصود هو «محمد بن عوض بن لادن» الذي اختير للطفل الذي ولد في ذلك العام عام رحيل «المعلم» أن يحمل اسم والده «محمد محمد بن لادن» الذي أعاد اسم محمد بن لادن إلى الواجهة عبر بوابة تعيينه عضو مجلس إدارة الغرفة التجارية الصناعية ، وبذلك يحافظ على مقعد العائلة بالغرفة التجارية الصناعية بجدة ،الذي شغله طوال الدورات الماضية الأخ الأكبر «صالح بن لادن» والذي أصبح وجود احد أبناء بن لادن في عضوية المجلس ليس طموحا لأبناء العائلة بقدر ما هو طموح المجتمع الاقتصادي بجدة لما يعرفونه من انجازات تحققها هذه العائلة عبر الغرفة لمجتمع جدة التجاري والصناعي بدون ضوضاء إعلامية تذكر . «محمد بن لادن» الذي لم يسعفه الزمن أن يتعلم من صفات «المعلم» ما يريد لكن اكتسب بالوراثة والطموح ما كان « المعلم» يحاول غرسه في أبنائه منذ أن بدأت ملامح الشركة تنطلق في الآفاق الإقليمية لتكون الشركة السعودية الأولى في تصدير صناعة المقاولات بالمنطقة ،والتي لا زالت إلى اليوم تسهم بفاعلية في إدارة بناء التحديث للبنى التحتية في أكثر من دولة عربية ،فلا تزال هي العملاق والذراع الأيمن لتنفيذ العديد من مشاريع التنمية داخل الوطن ، هذه الأجواء وتحت رعاية الإخوة الكبار في العائلة تربي «محمد محمد بن لادن» يرسم طريقه ويكافح ليعطي للاسم الذي حمله على أكتافه دون غيره من إخوانه حقه من الاهتمام وهو اسم «المعلم» إضافة إلى اسم العائلة ، لذا بدأ الخطوات الدراسية الابتدائية بعدما سمع همسا من أحد إخوانه ناصحا ومحفزا للطفل في خطوته الأولى نحو المدرسة الابتدائية بالاهتمام بالدراسة وتحقيق النجاح المطلوب، ليكون على قدر المسؤولية في حمل هذا الاسم الذي صنع المجد بالجهد والمثابرة والعطاء للوطن ، وحمل هذا الطفل «آنذاك» معه هذه المسؤولية التي تكبر مثل كرة الثلج يوما بعد يوم وسط العائلة، وهو ما جعله ملتزما بتعليمه إذ كان ينهي الدراسة في المواعيد المحددة حيث إن ميدان العمل داخل المجموعة ينظر إليه وضجيج المعدات في المواقع تنتظره ، إلا انه أراد أن يسهم في جوانب أخرى خارج إطار مواقع العمل وهي مواقع تستند إلى الكثير من المعطيات، حيث خصص دراسته الجامعية التي درسها بجامعة شمال شرق بوسطن بالولاياتالمتحدةالأمريكية في إدارة الأعمال الدولية تخصص فرعي إدارة مالية وتأمين وهو ما تحتاجه «المجموعة» وهو الاسم المختصر المتداول بين أبناء العائلة وموظفيهم ، لذا عندما تخرج وعاد إلى ارض الوطن حاملا شهادة البكالوريوس ، بدأ يتأمل الحقول الإنتاجية في «المجموعة» لاسيما وهو قادم من الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد أن أسس هناك العديد من الشركات وقام بإدارتها في مجال المساهمات العقارية والاستثمارية التي أعطت ثمارها منذ السنوات الأولى، وعلى ضوء هذا النجاح الذي سجل له الحضور القيادي داخل «المجموعة» لابد أن يبقى فترة من الزمن ليتأمل أين سيضع قدمه في المرحلة الأولى «محليا» ولكن كان قرار الإدارة العليا «بالمجموعة» جاهزا، وهو تكليفه بقيادة فريق التطوير والتحديث الذي يضم العديد من الخبراء الدوليين لإجراء مراجعة شاملة للنظم والإجراءات، وممارسة الإدارة المتبعة وتحديد أفضل الوسائل والتطوير والتحديث لقيادة المجموعة نحو القرن الواحد والعشرين ،وكانت أوائل 1998م الذي دخل فيه بوابة «المجموعة» وهي تضع للبنات الأولى لهذا التحديث في الأعمال الدولية بكافة مجالاتها المحلية والدولية استنادا إلى خبرة «رئيس فريق التطوير» محمد محمد بن لادن وبقية أعضاء العائلة الذي كل منهم يتميز بميزة يمتاز بها عن الآخر من بقية في الأسرة لتسند إليه المجموعة من خلال تخصصه، وتشكل هذا العقد الكبير صاحب الانجازات والتنمية والمصدر الأكبر بالمنطقة العربية في صناعة المقاولات حتى يومنا هذا . لذا وجد «محمد محمد بن لادن» الفرصة مهيأة لأن يلتحق في خضم هذه الأعمال بالمجموعة ويسهم بما تعلم في الجامعة الأمريكية وخاصة في تخصصه بالإدارة المالية والتأمين، وكان له ما أردا ، إلا أن هذا النجاح لم يجعله يرتكن على وسادة انجازاته السابقة أو انجازات «مجموعة العائلة»، ولكن كان دائما يبحث عن آفاق التطوير والتحديث لنفسه لذا التحق بالعديد من الدورات المؤهلة لصناعة القادة ، لذا رأى مع مجموعة العمل على تأسيس برنامج كبير يؤهل هؤلاء القادة وقام بعمل برنامج يعرف اليوم برنامج «سنتوريون لإعداد القادة» ليسهم في صناعة قادة القطاع الخاص السعودي أولا، حيث يدرك أن هذا القطاع مقبل على تحمل مسؤوليات تنموية كبيرة في المستقبل وخاصة خلال الثلاثين سنة القادمة ليكون اقتصادا مؤثرا من على المستوى العالمي، خاصة بعد أن أصبحت المملكة إحدى الدول العشرين ، لذا جاءت مثل هذه البرنامج وأيضا المعاهد التي تنشئها «المجموعة» مع المؤسسة العامة للتعليم الفني كمسؤولية اجتماعية مع «المجموعة» في سعودة قطاع المقاولات، تلك الرؤى جعلت من «محمد بن لادن» لا يكتفي على ركائز التطوير الدائم والمستمر والتفكير بلغة المستقبل للوطن من خلال «المجموعة» بل إن تلك المعطيات لم تجعل «ابن المعلم» يغفل عن العمل على تأسيس العديد من الشركات المساندة إلى جوار «المجموعة» الشجرة المثمرة معتمدا على ان تكون تلك الشركات التي تؤسس على ضفاف نهر «المجموعة» فرصة للكشف عن مواهب أبناء العائلة القيادية لإسناد اليهم فيما بعد قيادة أعمال مستقبلية كبرى، لذا اختار التقنية مجالا له وكان ذلك في بدايات الألفية الثانية ودخول التقنية إلى المملكة من أوسع أبوابها ، ومجال خصب لممارسة التحديات والمنافسة داخل سوق كبيرة تعطي لإدارة اي شركة «اللياقة الكبيرة في التسويق» وهو ما يبحث عنه «محمد» ولم يهدأ له قلب وحركة حتى رأست هذه الشركات التقنية التي أسسها على بعض المؤانى العالمية بعد أن اكتسبت حضورها المحلي والإقليمي ، ولكن بما أن الزمن زمان التحالفات والاندماجات بين الشركات الكبرى والصغرى لتكوين تكتلات تستند إلى أرضية صلبة في سوق يتطلب وجود الاقوياء لم تغب عن «محمد بن لادن» أن يقود بعض هذه التحالفات والاندماجات ما بين الشركات المحلية والدولية التي تصب في النهاية لخدمة الطفرة الاقتصادية بالمملكة في السكك الحديدية والمطارات والمؤانى خاصة وأن مجموعته تخوض تطويرا شاملا بنظام إل « BOT» وأيضا إلى العمل على بناء واحد من أهم الموانئ التي سوف تشهدها المملكة خلال الثلاثين عاما المقبلة وهو ميناء مدينة الملك عبد الله الاقتصادية وأيضا السكك الحديدية التي بدأت ثقافتها تعم أرض الوطن وهي كلها أعمال لابد أن يكون «لمجموعة بن لادن» فيها بصمة وحتى هذا اليوم ونحن نكتب تلك النظرة عن «محمد ابن المعلم محمد» طالعتنا صحف الصباح ببصمة من «محمد محمد بن لادن» يوقع من خلالها على عقد إنشاء أكاديمية للطيران بمشاركة رجال أعمال سعوديين لتضخ للوطن 400 سعودي في مجال الطيران، إنها حركة شخصية لا تهدأ ولا تمل ولا تكل من العمل الذي يصب في مصلحة الوطن، ولا يستبعد الكثير أن تكون تلك الشخصية أكثر ديناميكية في ظل الغرفة التجارية الصناعية بجدة التي سيدخلها في ال20 الشهر الحالي من ذي الحجة كعضو مجلس إدارة لأربع سنوات ، فالغرفة وحسب ما يؤكد الكثيرون كسبت العقلية المستقبلية والمثابرة الجادة والقادرة على العطاء وهو ما يأمل مجتمع جدة الاقتصادي في ان يراه بعد استلام أعباء المهمة.