الفن الشعبي هو أكثر الفنون جذبا في كل المناسبات العامة والخاصة، حيث يحرص الكثير من الناس على التواجد في مواقع الاحتفالات من اجل الاستمتاع بتلك الفنون الأصيلة، وتمتاز العديد من الفرق التي تقدم فنونا شعبية متعددة بمشاركة كثيفة وفعالة من الأسر والأفراد، حيث يقبل الكثير من الناس بمختلف فئاتهم على مشاهدة تلك الفرق والاستمتاع بها، حيث تعبر عن ثقافة المناطق وطبيعة أهلها، وتعمل على تأسيس نوع من الألفة بين الناس والترابط الاجتماعي والثقافي بينهم. فرق الفنون وفي المدينةالمنورة يحرص أعضاء العديد من تلك الفرق الشعبية على إسعاد الآخرين، من خلال الحفلات والأعراس والمناسبات، ولا يكتمل الفرح ولا يشعر به المحتفون إلا إذا دوت أصوات الدفوف وعلت أصوات المجسات والأهازيج المحببة للجميع بعيدا عن آلات الموسيقى. وفي أيام الأعياد تكثر المناسبات ومواقع الاحتفالات، وتنتشر فرق الفنون الشعبية التي تحيي تلك المناسبات، فمنها من تقوم بإحياء المناسبة بمقابل مادي، ومنها من تقوم بإحيائها من باب التطوع، كرفدة لصاحب المناسبة. تنظيم تقليدي وتتكون الفرق الشعبية لإحياء المناسبات من 20 إلى 30 شخصا يحملون معهم الدفوف (الطيران) وعصي لعبة المزمار، ويرتدون ملابس مميزة تميزهم عن الحضور، ومن ثم يتقدم جسيس الفرقة ليشدوا بصوته بعض المجسات المدينية والأهازيج الحماسية التي يتفاعل معها الحضور، فيما تنقسم الفرقة إلى مجموعتين ترددان ما يقوله الجسيس أو الرئيس مع التصفيق، ومجموعة أخرى تقوم بالدق على الطيران والعلبة. وعلق عبدالله منصور أحد متابعي تلك الفرق الشعبية على انتشارها، وقال: لماذا لا تكون هناك جهة رسمية تتبنى هذه الفرق وتعمل تحت مسئوليتها وضرب مثلا بجمعية الثقافة والفنون، التي تتبنى هؤلاء الشباب ويكون التنسيق مع الجمعية ويتم الاتفاق معها لإحضار فرقة شعبية ما لتحيي مناسبة ما. مرجعية فنية وأضاف منصور: لا بد أن يكون لهم مرجعية معروفة ومحددة، أما أن يأتي أي شخص ليجمع مجموعة من الشباب ويلبسون زيًّا موحدا، ويسمون أنفسهم فرقة دون أي مرجعية رسمية، فأعتقد أن هذا لا يخدمهم كفرق ولا يخدم الفن الشعبي الذي يقدمونه. ومن جانبه أكد الفنان إبراهيم بخيت عضو لجنة التراث والفنون الشعبية بفرع جمعية الثقافة والفنون بالمدينةالمنورة قائلا: نحن في لجنة التراث والفنون الشعبية مستعدون لاستقبال أي فرقة ترغب بالانضمام تحت إشراف الجمعية، وذلك لحرص الجميع على الظهور بالتراث الشعبي على أصوله، وبالتنظيم الذي يستحق، وليس كما هو حاصل حاليا. خدمة التراث مشيرا إلى أن غالبية الفرق الشعبية الموجودة حاليا لا تخدم التراث الشعبي وإنما تسئ إليه، حيث إن كثيرا من تلك الفرق لا يعرف هذا التراث فعليا، ولكنهم يحاولون تقليد بعض ما يرونه، وهو ما يجعله في كثير من الأحيان مشوها، ولا يفي بمتطلباته الحقيقية من الحفاظ على ثقافة المجتمع وتراثه الفني.