حذرت ندوة الحج الكبرى فى ختام أعمالها بمكة المكرمة أمس من خطورة الدعوة إلى تنظيم المسيرات أوالمظاهرات في الحج تحت أي شعارات سياسية أو طائفية أو مذهبية، ورأت الندوة أن تنظيم هذه المسيرات فضلاً عن عدم مشروعيته يعد إخلالاً بأمن وسلامة الحج. وعبر المشاركون في الندوة عن تنديدهم بمحاولة التسلل إلى الحدود الجنوبية للمملكة العربية السعودية التي قامت بها مستنكرين أي محاولة للمساس بأمن المملكة العربية السعودية واستقرارها، معلنين عن تأيدهم لحق المملكة في اتخاذ الخطوات الكفيلة بحفظ أمنها واستقرارها. ودعت الندوة فى البيان الختامى الذى صدر مساء أمس المفتين في الحج أن يقتدوا بمسلك نبيهم في التيسير ورفع الحرج عن الناس في فتاواهم، وذلك بتوعية الحجاج بمبدأ التيسير في الشريعة الإسلامية بعامة وفي منسك الحج بخاصة، ليفقهوا حقيقة هذه العبادة الجليلة فيرحموا أنفسهم وغيرهم، ويمتنعوا عن كل ما يهدد سلامتهم، مثل التزاحم والتدافع في بعض المواقع كالطواف وعند تقبيل الحجر الأسود ووقت رمي الجمرات.وأكد المشاركون فى الندوة أن طاعة ولاة أمور المسلمين واجبة في المعروف، وبما أن تنظيم شؤون قاصدي الحج أصبح من الضرورات اللازمة لضمان سلامة الحج والحجيج فإن من حق أو من واجب الحكومات الإسلامية أن تضع من الشروط والضوابط ما يتفق مع الأحكام الشرعية لأداء فريضة الحج، وأن تربط التصريح بالحج بتوفر هذه الشروط الاستطاعة وعناصرها في هذا الزمن. واكدت الندوة على أن سلامة الحج والحجيج لا تتحقق إلا بالتزام كل من يريد فريضة الحج باتخاذ الإجراءات الصحية المسبقة التي تعين على سلامة البدن وتقويته لأداء المناسك على الوجه الصحيح دون عنت أو مشقة، ومن ذلك التطعيمات الوقائية والاستشارات الطبية واصطحاب الأدوية الخاصة. وأكدت الندوة على أن مطلب السلامة للحجاج والأمن في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة مطلب شرعي أساسي في كل شعيرة من شعائر الحج، وأن الإخلال بذلك يعد من أبرز ضروب الإلحاد في الحرم . وأكدت على ضرورة الاستمرار في الالتزام بنسب أعداد الحجيج المعمول بها حالياً، وذلك بالنظر إلى طاقة استيعاب المشاعر بعد توسعاتها المتوالية لأعداد الحجيج المتزايدة عاما بعد عام.ورفع المشاركون في الندوة من رؤساء الجلسات والمحاضرين والضيوف أسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز وإلى النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز على رعايتهم الكريمة والمستمرة لحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين وزوار مدينة رسوله الكريم، ويدعون الله تعالى أن يجزيهم عن ذلك خير الجزاء وأن يديم لهم التوفيق والسداد في قيادتهم الحكيمة لبلاد الحرمين الشريفين لمواصلة مسيرتها الإسلامية الحضارية الخيرة.