تعتبر هيئة الهلال الأحمر من أهم القطاعات التي تقدم خدماتها لضيوف الرحمن منذ دخولهم الى المملكة وحتى أدائهم النسك ومغادرة الاراضي السعودية ويحظى الجهاز الحيوي والهام بدعم لا محدود من حكومتنا الرشيدة حتى وصل الى ما وصل اليه من تطور مع الاستمرار في عمليات التطوير الشاملة بقيادة رئيس الهيئة صاحب السمو الملكي الامير فيصل بن عبدالله بن عبد العزيز حيث انتفضت الهيئة خلال الثلاث سنوات الماضية بشكل كبير من أجل التطوير في كافة أعمال الهيئة. قصة نجاح لبداية الهلال الأحمر في السعودية «قصة تاريخية» حيث حرصت حكومة جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود -رحمه الله - منذ تأسيسها على حماية الحرمين الشريفين وتأمين كل ما يكفل أداء مناسك الحج والعمرة والزيارة بكل أمن وأمان، فأنشأت منذ بداية إقامة الدولة ما يقوم على تأمين الرعاية الصحية والإسعافية لكافة المواطنين والمقيمين والقادمين من حجاج ومعتمرين، و لم يكن لتقديم الرعاية الصحية الإسعافية - لاسيما للحجاج والمعتمرين جهة مستقلة تعنى بذلك، بل أنيط ذلك بالنظام الصحي أو ما عرف حينئذ باسم مصلحة الصحة العامة والإسعاف لذلك، كان لابد من التفكير بإنشاء مؤسسة خاصة بالإسعاف، وقد اقتصرت هذه المؤسسة على مساعدة الجيوش المجاهدة في الحدود، وقد اطلق عليهاجمعية الإسعاف الطبي الوطني ولقد كانت هي أول جهة صحية إسعافية مستقلة، حيث لم تقم في المملكة العربية السعودية أية هيئة منظمة للإسعاف قبل عام 1353ه. تطبيب الجرحى وقامت الجمعية على التبرعات المختلفة وبعد سكون بعض الحروب التي كان للجمعية دورها في إسعاف وتطبيب الجرحى بقي من التبرعات مال وفير مكن هيئة الإسعاف من وضع هيكل المستشفى الأهلي بالطائف؛ واجتمع على تأسيس هذه الجمعية عدد من الذوات حينئذ، ووضع هؤلاء التعليمات المتعلقة بسير أعمالها ورفعوها إلى الحكومة فصدر الأمر السامي بالمصادقة عليها؛ وقد جرى البحث في الهيئة الدائمة المركزية للجمعية، فقررت الهيئة العامة رفعها وأن ترجو من صاحب السمو الملكي الأمير خالد نجل جلالة الملك عبد العزيز آل سعود - رحمهما الله - أن يشرف الجمعية بتولي رئاستها الفخرية، فوافق و صدر الأمر السامي الكريم عام 1353 ه - بناء على اقتراح مدير الصحة العامة آنذاك - باستمرار جمعية الإسعاف الطبي الوطني في عملها أسوة بغيرها من الجمعيات في البلدان الأخرى. تقديم الرعاية وإيمانا من حكومة جلالة الملك بضرورة الاستمرار في تقديم الرعاية الطبية الإسعافية ضمن الخدمات المقدمة وبصورة أكثر شمولية واستقلالا، جاءت فكرة إنشاء جمعية أهلية عام 1353 ه من قبل جماعة من المحبين (من أعيان مكة وأهلها) لفعل الخير لتقديم الإسعافات الأولية والخدمات الصحية، ومن بينهم المرحوم طلعت حرب باشا، حيث لاحظوا مقدار المعاناة التي يتكبدها الحجاج في أثناء تأديتهم لمناسكهم وما يتعرضون له من الإصابة بالإجهاد الحراري وضربات الشمس والإعياء من الأمراض التي كانت تنجم عن الازدحام وحرارة الشمس وتقدم غالبية الحجاج بالعمر، فقد كان المصابون والمرضى ينقلون بواسطة أقاربهم وذويهم بطرق غير صحيحة ودونما معرفة بأيسر السبل إلى مستشفى أجياد، وهو المستشفى الوحيد الذي كان في مكةالمكرمة،وبناء على ذلك جاء المقترح بإنشاء جمعية أهلية تقدم الإسعافات الأولية والخدمات الصحية وتنقل المرضى والمصابين، ويذكر بعض ممن عملوا في الإسعاف الخيري أن جلالة الملك فيصل بن عبد العزيز - رحمه الله - كان ممن اقترحوا فكرة إنشاء الإسعاف الخيري عندما كان نائبا في الحجاز لوالده جلالة الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن - رحمه الله - وبعد ذلك رفع الاقتراح إلى جلالة الملك، فاستحسن الأمر، وأصدر أمره السامي الكريم 1354 بتشكيل «جمعية الإسعاف الخيري» في المملكة العربية السعودية، وبقي جلالته رئيس شرف للجمعية، بينما أسندت رئاسة الجمعية لنائبه العام آنذاك الأمير فيصل بن عبد العزيز يرحمه الله. النواة الأولى وقد كانت جمعية الإسعاف الخيري أول نواة لجمعية الهلال الأحمر السعودي التي أنشئت لاحقا عام 1383 ه بمرسوم ملكي. وقد كان أول مركز للإسعاف الخيري عند باب الوداع، وأصبح فيما بعد المركز الرئيسي للإسعاف الخيري، ولم تكن أعداد السيارات تزيد على 4-5 سيارات في ذلك الوقت، وقد جعل المرآب الخاص بالسيارات في حارة الباب؛ واعتمدت موارد الجمعية فيما اعتمدت على مشروع القرش وطابع الإسعاف الذي كان بقيمة ربع قرش، ويلصق على كافة الأوراق الرسمية وطلبات الاستدعاء المقدمة من المواطنين بأمر الحكومة، فضلا عن التبرعات من بعض الأمراء والتجار، بالإضافة إلى إقامة مصنع الثلج في منى حيث كان هذا المصنع من مصادر الدخل وتنمية الموارد. وواصلت جمعية الإسعاف الخيري، وفق نهجها الإنساني، مسيرتها قدما في أنشطتها نحو تحقيق أهدافها وتأدية واجبها في إعانة المنكوبين وتخفيف آلام المصابين من الأهالي والوافدين بموارد محدودة عملت على تنميتها بفضل جهود أعضائها الذين كانوا روادا في تلك الحقبة في علوم الدين والآداب والشعر، أمثال محمد سرور الصبان وعرابي سجيني ومحمد شطا وأحمد إبراهيم غزاوي والطيب الساسي وعبد الوهاب آشي وعبد الحميد الخطيب وغيرهم - يرحمهم الله جميعا - والذين دأبوا على إقامة المحاضرات في مقر الجمعية؛ وقد أصبح مقر الجمعية، خلال فترة بسيطة، صرحا يؤمه العلماء والأدباء والشعراء من داخل المملكة وخارجها. تمويل الأنشطة وفي عام 1359 ه اجتمع الاعضاء حيث تمت الموافقة على تعيين رئيس لجمعية الإسعاف الخيري للمدينة المنورة، وهو السيد أمين مدني، مع ربط فرع المدينة بجمعية إسعاف مكةالمكرمة؛ وبقي الإسعاف الخيري بالمدينةالمنورة مرتبطا بإسعاف مكة طوال عهد جمعية الإسعاف الخيري وامتدادا إلى الفترة الأولى من جمعية الهلال الأحمر السعودي، إلى أن أصبح للمدينة المنورة فرع رئيسي مستقل عام 1403 ه، وعملت جمعية الإسعاف الخيري على تنويع مصادر دخلها ، فأنشأت مشاريع استثمارية لإيجاد مصادر تمويل لأنشطتها. عيادات خارجية وافتتحت الجمعية عيادات خارجية لتدعيم الخدمات الطبية وإغاثة المصابين من ضحايا الحوادث، ووسعت أعمالها حتى بلغ عدد المستفيدين من خدماتها الإسعافية والعلاجية إلى عام 1377 ه نحوا من 85332 شخصا وفي بدايات عام 1383 ه حرص مجلس إدارة جمعية الإسعاف الخيري بمكة على عقد اجتماعاته بشأن تحسين أوضاع الجمعية وتنمية مواردها،وقد ترتب على توسع أنشطة الجمعية زيادة في نفقات التشغيل. ورفعت هيئة الجمعية لرئيسها الفخري آنذاك صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز -رحمه الله - شارحة لسموه المصاعب التي بدأت تعاني منها الجمعية، وقد تفضل المقام السامي الكريم وقتها بإصدار أمر بزيادة بند المساعدات الذي تقدمه الدولة للجمعية؛ وفي عام 1383 ه انبثقت فكرة تطوير جمعية الإسعاف الخيري وتحوير مسماها إلى جمعية الهلال الأحمر السعودي لتعم خدماتها جميع أنحاء المملكة.