أعاني من أم كثيرة الكلام والدعاوى السيئة من غير سبب، أو من أسباب بسيطة ومنها عدم التوفيق في الزواج وقد كرهت الزواج بسبب دعوات أمي ، هل تُقبل الدعوى منها أرجو المساعدة؟ تعلمين أختي الكريمة أن للأم حقوقاً أمرنا بها الإسلام، وأنّها أولى الخلق بخلق الوفاء الذي حثنا عليه ديننا. ومكانة الأم وفضلها وعلو قدرها لا ينفي أن يكون من الأمّهات من تتصف ببعض الصفات السلبية نتيجة أزمات مرت بها، أو بيئة نشأت فيها، أو سلوكيات ربت نفسها عليها. وفي مثل هذه الحالات يجبُ على المسلم أن يوازن موازنةً دقيقةً بين حق الوالدة وواجب برها، وبين ضرورة رد الخطأ وعدم المتابعة عليه. وفي حالتك هذه، وبالوصف التي ذكرت عن أمك، لا نرى لك أن توافقيها على تصوراتها السلبية عن الزواج، ولا في دعاواها حول مسألة التوافق، فإن الزواج سنة نبويّة لا تترك لمثل هذه الأوهام والتصوراتِ، ولكن عليك مع هذا أن تنظري للجانب الإيجابي في المسألة، وهو جانب حرص أمك عليك وعلى مستقبلك وإن صحب ذلك خوف مفرط لدرجة الحساسية. إن هذه النقطة، نقطة توقع عدم التوافق في الزواج، لا يصح أخذها بهذه الطريقة، ولا ينبغي أن تفكري فيها أصلاً بهذا المنطق. بل عليك أن تفكري في مستقبلك لأن الذي سيتزوج هو أنت لا أمك. وهنا أنبهك إلى أمر مهم، وهو أن عليك أن توافقي أمك في الشيء الصحيح، أما الأمور الخاطئة التي تدعوك إليها فليس من العقل ولا من الحكمة أن تأخذي بها، ومع هذا فإن التعامل بالحب والأدب والطاعة بالمعروف مطلوب منك تجاه أمك. وأنصحك أن تقرئي في قصص الناجحين، وأن تشاركي في المنتديات النسائية إن كنت تستطيعين ذلك، ومن ذلك: منتديات (حواء)، ومنتديات (فور شباب) قسم (فور بنات). ولا تنسي أن تدعي الله بالتوفيق، وأرجو منك أن تحرصي على ركعتين بالليل والناس نيام، ليهب الله لك الرضا والاطمئنان. يجيب عليها الدكتور علي بن حمزة العمري رئيس جامعة مكة المفتوحة