* واصل فريق الهلال السعودي لكرة القدم سيطرته على أندية القارة الآسيوية، وذلك عندما فاز مساء الثلاثاء الماضي ب(كأس مسابقة أبطال الدوري)، كُبرى مسابقات القارة العجوز، فصادق التهاني لإدارته ولاعبيه وأجهزته الفنية، وقبل ذلك لجماهيره العريضة، والتهنئة كذلك للوطن وقيادته وكافة أبنائه على هذا الانتصار الذي رفع راية المملكة في مجال التنافس الرياضي؛ الذي أصبح مِن الأدوات الفاعلة في معسكر القوة الناعمة في عالم اليوم. * وهنا فيما يمضي (الهلال) مرفوع الهامة محلياً وآسيوياً، لم تجد شريحة من إدارات وإعلاميي وجماهير الفرق السعودية المنافسة له (إنْ صح هذا التعبير) تبريراً ل(زعامته عليها، وإخفاقها) إلا ترديد (نظرية المؤامرة) التي تؤكد في أسطوانة بالية ومشروخة بأنه إنما نجح لأنه يحظى بدعم خاص، وتسهيلات في تجاوزات من رَجُلِ خفي مُعَمّر يسكن -رغم تعاقب العصور والأجيال- في مختلف لجان منظومة كرة القدم المحلية وحتى الخارجيّة! * إدارات وإعلام تلك الأندية الفاشلة كُروياً زرعت ذلك الوهم في شرايين جماهيرها مع أنّ عوامل نجاح وتفوق (الهلال) ظاهرة وواضحة، أولها: (العمل المؤسسي المنظم) الذي يبقى عنواناً مستمراً مهما تغيرت الإدارات، التي كل منها يأتي ليكمل المسيرة. * أيضاً هناك أعضاء شرف النادي والمؤثرون في قراراته مهما اختلفوا في وجهات النّظر فإنهم يدعمونه مادياً ولوجستياً، أو على الأقلّ يبتعدون ويلتزمون بسياسة الهدوء والصّمت، أما في الأندية الأخرى فالمختلفون فيها يُصبحون أعداء لبعضهم هَمّهُم خلق الصّراعات وتأجيج النيران؛ بحثاً عن الانتصار لأنفسهم حتى لو سقطت أنديتهم في قاع الجحيم، والعامل الثالث ترك أولئك لأنديتهم، وانشغالهم بمحاولة إثبات تلك المؤامرة المكذوبة! * أخيراً سيبقى (الهلال) رقماً صعباً في كرة القدم السعودية وزعيماً ومَلِكاً متوجاً لها؛ لأنّه الثابت دائماً في الصّدارة؛ لذا أنصح بأمرين: أولهما: دعوة إدارة نادي الهلال لكي تنشيء (أكاديمية في فنون إدارة وإعلام المؤسسات والفِرق الرياضية)، لعل إداريي الأندية الأخرى وإعلامييها يلتحقون بها، ومنها يُفيدون؛ لِيَمُوت ذلك الرّجُل الخَفي الذي عَمّر وعَشْعَش في عقولهم، أمّا ثانيهما: فهذا نداء للآباء والأمهات علموا صغاركم حُبّ (الهلال)، فهذا سيساهم في زرع روح الانتصار والزّعامة في نفوسهم، كما أنه ضمانة لسلامتهم من التعصب والضغط والسُّكر والطّقْطقَة، هذا إذا جنحوا للاهتمام بالكُرة وتشجيع أنديتها، وإِنْ كان «غيرها أهَمّ وأَهَمّ وأَهَمّ» بالطبع.